اختارت إيرينا بوكوفا المدير العام الجديد لمنظمة "اليونسكو" أن تكون زيارتها الأولي في منصبها الجديد إلي مصر، في دلالة إيجابية تعيد بها صياغة علاقتها بالقاهرة بعد انتخابات "اليونسكو" التي فازت بها بفارق ضئيل عن المرشح المصري فاروق حسني وزير الثقافة. وفي شرم الشيخ أمس استقبلها الرئيس حسني مبارك واستمعت منه إلي رؤيته حول مختلف قضايا المنطقة في لقاء حضره السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ود. هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي الذي أشار إلي أن بوكوفا استعرضت رؤيتها للتعاون بين اليونسكو مستقبلا. بوكوفا التي حلت ضيفة أيضاً علي السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس أكدت أهمية الدور المصري في دعم الحوار بين الحضارات، وقالت: إن زيارتها لمصر تحمل رسالة تقدير للعالمين العربي والإسلامي بما يتفق مع أهداف اليونسكو في نشر التسامح والسلام والحوار. وتفادت مدير اليونسكو سؤالاً صحفياً حول رأيها في الاستفتاء السويسري بحظر بناء المآذن بقولها: لا أستطيع التدخل في الشئون الداخلية للدول الأعضاء بالمنظمة لكن علينا تعزيز فرص الحوار بما يتيح مناخاً أفضل للتعايش والاحترام المتبادل. وحول تأثير منافستها لفاروق حسني علي مستقبل التعاون الثقافي مع مصر أكدت بوكوفا أن البعد الشخصي لن يؤثر إطلاقاً علي التعاون بيننا، وأنها لم تكن منافسة سياسية وإنما كان تنافساً من أجل المنظمة وأهدافها النبيلة والإنسانية، وأضافت إنها وبشكل شخصي تكن تقديراً خاصاً للوزير فاروق حسني وأنها تري أن "اليونسكو" أكبر من كل الأفراد أو الأجندات الشخصية والسياسية. و أعربت بوكوفا عن سعادتها بزيارة مصر، وقالت: لقد التقيت الرئيس مبارك والسيدة قرينته، في إطار زياتي الرسمية التي أقوم بها تلبية لدعوة رسمية من رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان د.بطرس غالي لحضور الملتقي الأول للمنتدي الدائم للحوار العربي الأفريقي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان. وأشارت بوكوفا إلي أنها تلقت التهنئة من الرئيس مبارك والسيدة قرينته، علي توليها منصب مدير عام اليونسكو، وأكدت أهمية الدور المصري في دعم الحوار بين الحضارات، خاصة أن مصر تعد شريكا مهما لليونسكو، الأمر الذي جعل مكتبها الإقليمي بالقاهرة من أهم وأكبر المكاتب علي مستوي العالم. وقالت بوكوفا إن زيارتها لمصر تحمل رسالة تقدير للعالمين العربي والإسلامي، بما يتفق مع أهداف اليونسكو في نشر ثقافة التسامح والسلام والحوار، خاصة أن مصر تلعب دوراً مهماً في هذا المجال. أضافت أنها استعرضت مع الرئيس مبارك والسيدة قرينته اهتمام اليونسكو بدعم منظمات المجتمع المدني، ومؤسسات التعليم وثقافة حقوق الإنسان. وحول مجالات التعاون المستقبلي بين مصر واليونسكو، قال د.هاني هلال إن هناك تعاوناً قائماً بالفعل بين الجانبين منذ أكثر من خمسين عاماً، مشيراً إلي مساهمة اليونسكو في إنقاذ آثار النوبة، وبناء متحف النوبة بأسوان، والمشاركة في مشروع إحياء مكتبة الإسكندرية، وغيرها من المشروعات المهمة التي يجري العمل بها حالياً، بالإضافة إلي التعاون في مجالات التعليم والتكنولوجيا والتدريب ونشر ثقافة حقوق الإنسان. عقبت بوكوفا قائلة إن هناك برامج للتعاون المشترك في مجالات التعليم، وتدريب المعلمين، وإعداد مديري المكتبات وخبراء المتاحف، ولدينا تنوع كبير في المشروعات المنفذة حالياً مع مصر. وعن مدي تفاؤلها بإمكانية تنفيذ برامجها التي أعلنتها خلال حملتها الانتخابية، خاصة فيما يتعلق بالتعاون مع العالم الإسلامي والحفاظ علي تراثه. وفي لقاءها مع فاروق حسني وزير الثقافة أبدت مديرة اليونسكو إعجابها ببرنامجه لانتخابات اليونسكو وأكدت علي أنها ستتطبق جزءاً منه في المنظمة والخاص بالتصالح ما بين الأديان والثقافات واللغات الأصلية للشعوب والمدارس المتنقلة، وعلق فاروق حسني علي تصريحات المديرة أنها بالرغم من أن الانتخابات مسيسة إلا أن مصر ستبقي علي التعاون بينها وبين المنظمة.