حينما أطلق رجل الأعمال نجيب ساويرس قناته الإخبارية "أون تي في" في السادس من أكتوبر 8002 وضعت مثل غيري يدي علي قلبي، فتجربتنا مع صحافة رجال الأعمال لم تكن إيجابية في المجمل، فهي استخدمت في الغالب لتصفية الحسابات الشخصية بين رجال الأعمال المتناحرين، حتي لو أدي ذلك إلي المساس بالمصالح العليا للوطن. وحين بدأت القناة ببث مفتوح في يومها الأول حول البطولات المصرية في حرب أكتوبر 3791 كان هناك من اعتبرها مجرد بداية وسرعان ما ستنتقل القناة إلي أجندة أخري علي طريقة الصحافة الخاصة، مما وضع "أون تي في" تحت المجهر والمتابعة الدقيقة من المهتمين بالأداء الإعلامي في هذا البلد. لكن تجربتي الشخصية مع هذه القناة غيرت قناعاتي وبددت مخاوفي عبر عدة مشاركات في برامج متنوعة تقدمها القناة، بدأت بمشاركة مع الصديقة والإعلامية المميزة سلمي الشماع في برنامجها "مع سلمي"، الذي يرأس تحريره الصديق الصحفي المحترم عصام زكريا وإن كنت تصورت ان سلمي وعصام بحكم تاريخهما يفرضان أجندتهما علي القناة مما يعني مراعاة الحياد، والحفاظ علي مصالح الوطن. لكن هذه القناعة تواصلت في برنامج "مانشيت" الذي يقدمه الصديق العزيز جابر القرموطي، وبعده الزميل الصحفي محمد الجارحي، وقد لمست علي الهواء مباشرة مدي الحيادية والمهنية التي يلتزم بها فريق البرنامج خاصة جابر القرموطي "أبو مريم". وعدت مرة أخري لتحليل أهم ما تناولته صحافة الصباح في أون تي في، ولفت انتباهي أيضا الإعداد الصحفي المميز الذي يقوم به رئيس تحرير البرنامج الزميل الصحفي هشام أبو المكارم، والزميل الصحفي رجب هلال.. مما يعني وجود خط عام تلتزم به القناة يقوم علي انها مصرية في الأساس تراعي ثوابت الوطن ومصالحه، ولا تلهث وراء الموضوعات التي تثير الفرقة والفتنة، ولا تخدم أجندة أحد علي حساب آخر. أون تي في خطت خلال الستة أشهر الماضية خطوات كبيرة لتحتل مكانها باعتبارها أول محطة إخبارية خاصة في مصر، بفضل مديرها الجديد ألبرت شفيق الذي أضفي روحا شابة وجادة علي "أون تي في" وطبعها بطابع مصري حقيقي، وهي خطوات تحتاج إلي البناء عليها حتي يصبح لدينا فضائية إخبارية تخرج من الطابع المحلي إلي الفضاء العربي الأوسع.