مهنة قديمة بدأ تنظيمها مع بداية الدولة السعودية وبمبادرة من الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية.. إنها مهنة "الطوافة" التي تحتكرها 6 مؤسسات عائلية مكية منذ عقود، وتقدم الخدمات للحجاج والعناية بهم خلال إقامتهم في الأراضي المقدسة. عماد عبد الله، عضو في مؤسسة "مطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا" يقول "نساعد في إسكان الحجاج قبل بدء مناسك الحج ونساعدهم في حل مشاكلهم كما نقدم شتي أنواع الخدمات". ويضيف أنه يعمل في الطوافة منذ ثلاثين عاما "نحن نمارس مهنة الطوافة في مكةالمكرمة منذ 150 سنة ونقوم بتوريثها للأبناء. وما يقوم به عبدالله في مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا يشبه ما تقوم به كافة مؤسسات الطوافة الست التي تغطي احتياجات الحجاج من العالم اجمع والتي تنتقل العضوية فيها من جيل إلي آخر بالوراثة فقط. كل مؤسسات الطوافة التي يعمل فيها نساء ورجال عدة خدمات أبرزها توفير النقل والغذاء والمساعدة في التسوق وزيارة المواقع التاريخية فضلا عن حفظ الوثائق الرسمية للحجاج إلي حين انتهاء المناسك وخوفا من ضياعها وسط الحشد المليوني. وقبل ذلك كان المطوفون يقدمون خدماتهم دون أي إطار منظم، ولا يستطيع أي شخص أن يصبح مطوفا إلا إذا ورث المهنة عن عائلته. إلا أن المؤسسات العائلية الست تتيح المجال لغير أبنائها أيضا للعمل في موسم الحج مقابل أجر مالي يتراوح بين ثلاثة آلاف و 20 ألف ريال سعودي (بين 800 و5333 دولارا) وذك بحسب دور كل عامل وخبرته. كما شهد عبد الله العديد من حالات الولادة وقال "بعض النساء يضعن حملهن خلال فترة الحج، وهذا الأمر جميل لكنه يتطلب منا نقل النساء للمستشفيات". أما أصعب ما يواجهه مع الحجاج الأندونيسيين الذين يتعامل معهم باستمرار فهو انزعاجهم الكبير من الأكل السعودي فهم لا يحبونه ونساعدهم في توفير قائمة طعام وفق رغباتهم، وذلك بحسب القدرات المالية للحجاج.