مهرجان القاهرة السينمائي!

أهداني الصديق الفنان فاروق حسني، بطاقة دعوة V.I.P لحضور حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثالثة والثلاثين وتحدد الموعد علي البطاقة بأن الاحتفال سيبدأ الساعة السادسة والنصف وأن أبواب المسرح سوف تغلق في تمام الساعة السادسة، وعلمت من الصحف ومن متابعتي لأخبار هذه الدورة بأن ضيوفا أجانب مدعوين علي شرف المهرجان وأن بعض الدول سوف تكرم مثل دولة الهند، كضيف شرف المهرجان، ومع أن الأخبار الأولي عن هذه المسابقة قد أفادت وأعلنت بأن المهرجان خلا من الأفلام المصرية، إلا أن هذا حالنا وهذه أحوال السينما المصرية!! وقد أعطت هذه الإشارة خلو المهرجان من فيلم مصري أعطت ظلالاً من الشفافية والمصداقية للقائمين علي المهرجان هذا العام وعلي رأسهم رئيسة الفعلي الفنان الدكتور عزت أبوعوف المجتهد جدًا.
لكل ذلك ذهبت متحمسًا لحضور هذا الافتتاح وتوقعت أن أنبهر بجو من أجواء السينما وذلك الحديث والرؤي الممزوجة بالسحر والأبهة والذي من المفترض أن يصاحب تلك المهرجانات أو المؤتمرات الفنية التي يتسيد حضورها فنانو مصر من كل الحقبات الزمنية وكذلك المشاركة مع كبار الفنانين العالميين المدعوين للمهرجان حيث حضره هذا العام فنانتان عالميتان لهما شهرتهما حضرتا سلمي حايك، ولوسي لو والأمريكي صمويل جاكسون بجانب الهنود والجزائريين وغيرهم.
ومع كل استعدادي واهتمامي خاصة بالمواعيد المحددة علي بطاقة الدعوة خاصة ونحن منتهون من أيام من حضور مؤتمر للحزب الوطني الديمقراطي حرص فيه المنظمون علي مواعيد معلنة مسبقًا، وتنظيم محدد علي أوراق وحضور تعدي الستة آلاف عضو، فكانت المفاجأة غير اللطيفة، هو أن المهرجان الذي دخلت من بوابته الرئيسية أمام كوبري قصر النيل وسجادته الحمراء التي حذوتها ومررت عليها إلي البوابة الإليكترونية، ثم إلي مقعدي في الصف السادس تقريبا- حيث الصفوف المتقدمة خصصت بالأسماء عليها لفناني وفنانات مصر وكانت أمامي مباشرة الفنانة فيفي عبده وبجانبها السقا وبدير وهالة صدقي وغيرهم وللأسف جميعهم لم يحضر فيما عدا الفنانة فيفي عبده!
وجاءت السادسة والنصف وكذلك السابعة والنصف والثامنة، وهرجلة وزعيق وخناقة، لا شيء يدل علي العالمية للأسف الشديد!! جلس الفنانون المدعوون من الخارج في الصف الأمامي، الذي حدث أمامه الهرج والمرج وتشاجر المصورون مع المنظمين مع الإعلاميين، ومجيء كبار فنانينا للبحث عن أماكنهم والجلوس في طرقات المسرح الذي تأملته جيدًا لأكثر من ثلاث ساعات انتظارًا أو ما يقرب من ذلك، أصبح مسرح الأوبرا الكبير صغيرًا جدًا لا يليق باسم مصر ولا يليق باسم مهرجان القاهرة السينمائي العريق ولا يليق بفناني وفنانات مصر العظماء، اتسخت الكراسي واتسخت الأرضيات وضؤل مسطح المسرح 1400 فرد فنحن نستحق مكانًا أفضل بكثير من هذه القاعة، اليوم نحن مصر 80 مليونًا، ونحن مصر المتباهية بعلمائها نوبل وفنانيها العالميين والمحليين لا نستحق أبدًا هذا المسرح، ولا نستحق هذا اللاتنظيم، ولا نستحق هذا العبوس الذي رأيته علي وجوه الحضور من فناني وفنانات مصر الكبار!!
عيب كبير، يتحمل النصيب الأكبر منه، سوء التنظيم!!