لأننا نحترف الفهلوة والشطارة.. والتي هي أقرب للضحك علي الذقون في موضوع البث التليفزيوني لمباريات الدوري الممتاز لكرة القدم.. موضوع كان يحمل في بداية الموسم الماضي عنوان "التشفير" وقامت الدنيا عليه ولم تجلس حتي الآن، بعد ان تحول الموضوع الي قضية متعددة الأطراف، وراح كل طرف يتعامل مع القضية علي اعتبار انه يملك مفاتيحها وحده.. وهذا ما سبق ان أشرت اليه في مقال سابق حول نفس القضية التي تحمل الآن عنوان "حقوق البث التليفزيوني"، ونسي الجميع كلمة التشفير بعد ان اكتشفوا انها لاتصلح لمجتمعنا وواقعنا.. ولكن هل تحتاج قضية حقوق البث كل هذا الوقت (عامًا كاملاً) وكل هذا الشغب والملاوعة لكي نصل الي حل؟! عام كامل ونحن نتعامل مع تصريحات مبهمة وبيانات تزيد الموقف تعقيدا، مع إهدار للوقت . بكل بساطة فان صفحات الإعلانات في الصحف اليومية وعلي شاشات التليفزيون عن مسلسلات خلال شهر رمضان الماضي تكشف حجم العائدات الجبارة للفضائيات واتحاد الإذاعة والتليفزيون من التسويق الإعلاني في شهر واحد فقط.. وبمعادلة بسيطة فان الفضائيات ماكانت ستنفق قيمة هذه الحملات, مالم تكن علي ثقة بان العائد يساوي 20 ضعفا.. فلماذا البذخ علي مسلسلات رمضان، والتي يمكن متابعتها علي مدار العام.. بينما نجد هذا البخل الشديد علي الأندية من اتحاد الإذاعة والتليفزيون والفضائيات، وكأنهم اتفقوا علي تعويض نفقاتهم في شهر بما سيتم حصده بعشرات الأضعاف طوال السنة من مباريات الدوري.. نريد العدل والعدالة.. خاصة بعد ان اصبحت المسئولية الكاملة بيد اسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الجديد، والمفاوض الرئيسي مع الأندية واتحاد الكرة، قبل ان تستأنف المسابقة وندخل مجددا في نفس المتاهات القديمة. من توابع بطولة كأس العالم للشباب، التي أقيمت في مصر , ومن بعدها بطولة كأس العالم للناشئين في نيجيريا، ان خرج رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر عن تحفظه ومجاملته الدائمة للاندية الاوربية الكبري، وطلب علنا من هذه الاندية تحرير لاعبيها مستقبلا للمشاركة مع منتخبات بلادهم في مونديال الشباب، معتبرا ان هذا الامر يجب ان يكون "الزاما". وقال بلاتر "في المناسبة المقبلة، سأطلب مجددا الي اللجنة التنفيذية للفيفا ان تتخذ قرارا بهذا الشأن. يجب ان نلزم الاندية بتحرير لاعبيها من اجل المشاركة في هذه البطولة". وأسف بلاتر بقوله: "مونديال الشباب والناشئين ليس ضمن الاجندة الدولية. نحن نطلب بشكل ودي من الاندية ان تدع لاعبيها احرارا وهو ما يرفضه البعض لعدم وجود نص ملزم".