دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة حماس إلي موقف وطني مسئول والتوقيع علي اتفاق المصالحة دون تسويف أو تحفظات أو محاولات تبديل أو تعديل. وقال في كلمة ألقاها في رام الله بمناسبة إحياء ذكري الزعيم ياسر عرفات: هذه يدنا ممدودة للمصالحة حسب الورقة التي توصلت إليها الشقيقة مصر بعد جولات طويلة وعديدة للحوار مع كل الأطراف. وأكد محمود عباس أنه لن يقبل بالعودة إلي مفاوضات السلام دون الزام إسرائيل بالوقف التام للنشاط الاستيطاني بما في ذلك ما يسمي النمو الطبيعي وبما يشمل القدس. وأوضح أن إسرائيل تشوه حل الدولتين وتضع العراقيل أمام الوصول إليه. علي الجانب الآخر كشف عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وأحد قادة حماس البارزين عن أن حماس ستوقع في نهاية نوفمبر الجاري علي الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية كما هي بعد حصولها علي ضمانات مصرية بأخذ تحفظات الحركة بعين الاعتبار وإدراجها علي هامش ورقة المصالحة والاتفاق عليها بين جميع الأطراف الفلسطينية. وأوضح الدويك في تصريحات صحفية أن هناك تدخلاً من أطراف عديدة داخلية وخارجية علي خط المصالحة الفلسطينية مشيراً إلي أن حماس ستوقع علي الورقة المصرية للمصالحة، وأضاف مع نهاية الشهر ستسمعون ما يثلج صدوركم. وأشار الدويك إلي أن حماس ستوقع علي ورقة المصالحة كما هي في حين تعطيها القاهرة ضمانات وتطمينات بإلحاق تحفظات علي هامش الورقة والعمل علي الاتفاق حولها، مع جميع الأطراف الفلسطينية. وتابع لابد أن يتوافق عليها أي علي التحفظات الفلسطينيون وستكون ملحقة بالورقة المصرية مناشداً مصر أن تكمل الأمتار القليلة الباقية للوصول للمصالحة الفلسطينية التي باتت ملحة بعد تبخر الوعود الأمريكية للرئيس الفلسطيني محمود عباس. فيما أكد نائب رئيس البرلمان الفلسطيني حسن خريشة وهو مستقل لروزاليوسف وجود نية لدي حماس لتوقيع ورقة المصالحة. وفي سياق ذي صلة كشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان أن السلطة الفلسطينية تدرس التوجه إلي مجلس الأمن الدولي لاسصتدار قرار يرسم حدود الدولة الفلسطينية علي كل الأراضي المحتلة منذ العام 1967 بما فيها القدسالشرقية. وقال دحلان في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية إن كل الخيارات تدرس قيادة حركة فتح ولدينا العديد من الخيارات تناقش في الهيئات القيادية للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركة فتح. وأوضح أن أبرز هذه الخيارات فكرة إعلان الدولة من طرف واحد وفكرة التوجه إلي مجلس الأمن الدولي لتحديد حدود الدولة الفلسطينية التي سنتفاوض علي إقامتها علي جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلت منذ العام 1967 بما فيها القدسالشرقية. وشدد علي أن هذا الخيار سيضع الإدارة الأمريكية أمام اختبار حقيقي، فإن وافقت عليه ولم تضع فيتو ضده، فهذا يعني أنها تريد السلام وحل الدولتين، وأن كلامها عن الدولة الفلسطينية ليس مجرد شعارات. من جانبه اعترف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بفشل 18 عاماً من المفاوضات مع إسرائيل مؤكداً أن الرئيس محمود عباس توصل إلي قناعة باستحالة إقامة دولة فلسطينية في عهد نتانياهو. وقال عريقات: لقد جاءت لحظة الحقيقة ومصارحة الشعب الفلسطيني أننا لم نستطع أن نحقق حل الدولتين من خلال المفاوضات التي استمرت ثمانية عشر عاماً. وكشف عريقات عن اتصالات مع الإدارة الأمريكية التي تطالب أن تدخل المفاوضات مقابل تعهد منها بتحقيق الدولة خلال سنتين. وتابع: لكننا نعتبر أن هذا المطلب لن يحقق لنا إقامة دولتنا خاصة مادام الاستيطان متواصل وتساءل كيف لهم أن يحققوا ذلك وهم لا يستطيعون وقف الاستيطان بشكل كامل؟ وكيف إذا توصلنا إلي حل يمكن أن يضمنوا تحقيقه؟