ليس من قبيل المبالغة أن نقول أن بإمكان مصر تنظيم حدث دولي كل يوم.. وليس من باب التنجيم أن نقول أن أي حدث تنظمه مصر سيكون مكفولاً له النجاح.. ولن نجامل بقولنا أننا نمتلك كوادر بشرية متميزة لا يقلون في كفاءتهم عن أقرانهم في أكبر بلدان العالم وأكثرها تقدما، ولعل أكبر دليل علي ذلك هو النجاح الذي شهده المؤتمر الوزاري الرابع لمنتدي التعاون بين الصين وأفريقيا والذي اختتم فعالياته أمس الأول الاثنين بمدينة شرم الشيخ التي باتت واحدة من أهم العواصم الدبلوماسية في العالم. وإذا وضعنا المنتدي الذي احتضنته شرم الشيخ موضع التقييم.. فإن هذا يتطلب التعامل مع الشقين الرئيسيين لأي ميزان تقييمي: الشق الأول وهو ما يتعلق بكافة الأمور التنظيمية.. والشق الثاني يتمثل في النتائج التي أسفر عنها المنتدي. فتنظيميا.. جاء المؤتمر الوزاري الرابع لمنتدي التعاون بين الصين وأفريقيا حاملاً شهادة نجاح للخارجية المصرية وقدرتها وكفاءة كوادرها.. فعلي مدار ثلاث سنوات مضت وتحديدًا في قمة بكين عام 2006 والتي أعلن خلالها عن استضافة مصر لمنتدي 2009 والتحضير والاستعدادات تجري داخل المؤسسة الدبلوماسية المصرية بمختلف قطاعاتها وإداراتها.. الكل يعرف دوره.. والجميع داخل بوتقة واحدة، لذا جاءت الصورة متناغمة ولم تشهد أي نشاز، إذ كان هناك فريق عمل متميز يقوم بالتحضير والاستعداد ويباشره وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أولاً بأول.. بدءًا من السفير إبراهيم علي حسن معاون وزير الخارجية وسكرتير عام المنتدي، والقطاع المالي والإداري متمثلاً في السفير الدكتور خير الدين عبداللطيف مساعد وزير الخارجية والسفير محمد فريد منيب نائب مساعد وزير الخارجية، وإدارة المؤتمرات والتي يشرف عليها السفير يوسف زادة، وصولاً إلي كوماندوز وزارة الخارجية متمثلاً في قطاع المراسم بكوادره وقدراته وكفاءته الاستثنائية بدءًا من السفير قدري عبدالمطلب مساعد وزير الخارجية والسفير عمرو معوض نائب مساعد وزير الخارجية والسفير حازم رمضان نائب مساعد وزير الخارجية والسفير هدي نجيب نائب مساعد وزير الخارجية والسفير عمر سليم نائب مساعد وزير الخارجية والسفير هشام شعير نائب مساعد وزير الخارجية والسكرتير ثان رجاء الوكيل والسكرتير ثان حاتم النشار والملحق الدبلوماسي نهي سمير. قطاع المراسم بالخارجية قام بعمل شديد التميز بمعاونة السفير محمود عبدالجواد معاون وزير الخارجية وأحد أهم خبراء البروتوكول والأتيكيت.. وذلك في عملية تسكين الوفود ومرافقتهم أثناء المؤتمر وفي تحضير قاعات الاجتماع وتنظيم حفل عشاء رائع أقامه وزير الخارجية أحمد أبو الغيط للوفود المشاركة فضلاً عن غرفتين للعمليات واحدة في مطار القاهرة والأخري في مطار شرم الشيخ. السفير قدري عبدالمطلب قال لروزاليوسف: من جانبنا نري أننا نجحنا في المهمة الموكلة إلينا وهناك بالفعل إشادة من الوفود المشاركة بمستوي التنظيم وحفاوة الضيافة، أما السفير محمود عبدالجواد فأكد أن جميع الوفود أشادت بلياقة وحرفية شباب الدبلوماسيين الذين قاموا بمرافقتهم أثناء فعاليات المنتدي.. وخاصة رئيس مجلس الدولة الصيني والذي أعرب عن سعادته بأن الدبلوماسي الذي رافقه وهو سكرتير ثان محمد طاهر والذي يجيد تحدث الصينية بطلاقة وأضاف عبدالجواد أنه يشعر بسعادة بالغة بالخبرة التي بات يتمتع بها شباب الدبلوماسيين والتي اكتسبوها بمرور الوقت من خلال تعاقب المؤتمرات. في حين جاء الشق الثاني والذي يتعلق بالنتائج التي خرج بها المنتدي مبشرة بقفزة في العلاقات الصينية الأفريقية تضاف إلي طفرات سابقة وذلك في ضوء النقاط الثماني التي أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني أن بلاده ستعمل علي تحقيقها خلال الثلاث سنوات القادمة.. وليس أدل علي هذه القفزة التي نتحدث عنها من قول السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن هذا المنتدي جاء في توقيته فيما يتعلق بالتعاون الصيني الأفريقي، فالصين قوة عالمية لا نستطيع أن نقول عليها بازغة لأنها أكدت موقعها علي الساحة الدولية كما أن الأزمة المالية العالمية كرست موقعًا صينيا متقدمًا للغاية في الوضع الاقتصادي الدولي.