أصدر وزراء الخارجية والوزراء والمسئولون عن التعاون الاقتصادي الدولي لجمهورية الصين الشعبية و49 دولة أفريقية المجتمعون في شرم الشيخ بمناسبة المؤتمر الوزاري الرابع لمنتدي التعاون الصيني- الأفريقي جاء فيه: أننا نثني علي عقد المؤتمر الرابع في شرم الشيخ تحت قيادة فخامة الرئيس حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية ومعالي وين جيا بان رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية وفي حضور فخامة الرؤساء. ومن أجل "تعميق النمط الجديد للشراكة الاستراتيجية الصينية- الأفريقية من أجل تنمية مستدامة"، فإننا في إطار العيد الثالث لقمة بيجينج لمنتدي التعاون الصيني- الأفريقي، راجعنا بارتياح تنفيذ أعمال متابعة قمة بيجينج واتفقنا علي أن مجموعة الأهداف قد تم بالفعل تحقيقها، كما ناقشنا طرق ووسائل التوصل إلي تعميق أوسع للتعاون بين الصين وأفريقيا في ظل الظروف الجديدة. ويسعدنا التنويه بأنه بفضل الجهود المشتركة للجانبين، اكتسب منتدي التعاون الصيني- الأفريقي المزيد من القوة وأثبت زخما من الحماس والحيوية علي مدي السنوات التسع الماضية منذ نشأته، كما ننوه بوجه خاص بأن نمطا جديدا من الشراكة الاستراتيجية بين الصين وأفريقيا تصور المساواة السياسية والثقة المتبادلة والتعاون الاقتصادي في صالح الطرفين والتبادلات الثقافية. ونسلم بأن الموقف الدولي، وإن بدا في مجمله مستقرًا، يتصف بالتعقيد ويغلب عليه طابع الهشاشة، فالعالم لا يزال يعاني من الركود الاقتصادي الناجم عن الأزمة المالية العالمية، كما أن المخاوف العالمية بشأن الأمن الغذائي وقضايا الطاقة والتغير المناخي والحاجة إلي الوقاية ضد الأمراض الخطيرة والسيطرة عليها ازدادت حدة وباتت تمثل عوامل عدم استقرار وانعدام لرؤية واضحة في المجالات الدولية السياسية والاقتصادية وغيرها والتغييرات المناخية، بوجه خاص، لها تأثير مدمر علي العديد من الدول والأقاليم عبر أنحاء العالم بما يستلزم إيجاد حلول عاجلة. والثابت أن تأثير الأزمة المالية علي البلدان النامية لا يزال سريع الإيقاع، لاسيما ما تفرزه هذه الأزمة من نتائج خطيرة تستشعرها الاقتصادات الأفريقية بدرجة أكبر نظرا لما تتصف به من هشاشة، مما يزيد من صعوبة تحقيق الدول النامية للأهداف الإنمائية للألفية.. ولدينا اعتقاد راسخ بأنه يجب علي المجتمع الدولي، ولاسيما الدول المتقدمة، إيلاء اهتمام خاص حيال التأثير السلبي للأزمة علي البلدان النامية، خاصة البلدان الأفريقية، كما يقتضي الأمر بذل المزيد من الجهود بغية التخفيف من حدة هذه التأثيرات، ومن ثم يجب علي الدول المتقدمة أن تطبق تدابير فعالة بهدف الوفاء بالتزاماتها بشأن المعونة والتخفيف من وطأة الديون وتعزيز وزيادة الاستثمارات وفتح الأسواق وإتاحة الوصول إليها ومساعدة البلدان النامية في تعزيز النمو الاقتصادي من أجل تحقيق التنمية المستدامة. وندعو جميع الدول، كرد فعال علي التحديات والتهديدات الحالية، العمل وفق مبادئ تعددية الأطراف والديمقراطية في العلاقات الدولية. ونوكد مجددا الحاجة إلي تعزيز دور الأممالمتحدة من خلال- من بين جملة أمور أخري- إصلاحها واعتبار ضمن المسائل ذات الأولوية مسألة تمثيل الدول الأفريقية في مجلس الأمن الدولي والوكالات الأخري للأمم المتحدة. ونعرب أيضا عن بالغ تقديرنا لما تقدمه الصين من مساندة للقضايا الأفريقية العادلة والمنصفة من خلال المنتديات الدولية، وعلي الأخص الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. وإننا ندعو إلي إصلاح النظام المالي الدولي لضمان تطوره علي نحو عادل ومنصف وشامل وسليم، وبحيث تحظي فيه الدول النامية بتمثيل أوسع وعدد أكبر من الأصوات.. ونؤكد أننا ضد السياسات الحمائية بجميع أشكالها ونؤيد إرساء تجارة منفتحة وحرة وبيئة مواتية للاستثمار. وسوف نستمر في دفع جولة الدوحة للتجارة إلي الأمام علي أساس مراعاة الهدف من التفاوض والالتزام بالأجندة التنموية واحترام النتائج القائمة. وأن الدول الأفريقية ليشجعها كثيرًا النمو الاقتصادي الصيني المستدام والثابت والسريع وتقدر الإجراءات المهمة التي اتخذتها الصين ردًا علي الأزمة المالية. وتعرب الصين عن قلقها إزاء الصعوبات التي واجهتها أفريقيا نتيجة الأزمة المالية العالمية. إننا نلتزم بما يلي: - تحقيق أقصي استفادة من آليات التشاور علي مختلف المستويات ومن خلال العديد من القنوات، لتعزيز الحوار الاستراتيجي وتوسيع الأرضية المشتركة وتعميق التعاون علي صعيد المؤسسات المتعددة الأطراف بما يدعم مصالح البلدان النامية. - زيادة معدل الزيارات رفيعة المستوي وتعزيز الثقة المتبادلة ودعم الاتصالات والتنسيق بين الصين وأفريقيا بخصوص القضايا الجوهرية. - الحفاظ علي الوحدة والمساندة المتبادلة للتصدي معا للتحديات الناجمة عن الأزمة المالية العالمية والتأكد من أن مسعي أفريقيا نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية لن يرتد. - توسيع نطاق الاستفادة المتبادلة والارتقاء بمستوي التعاون العملي بين الصين وأفريقيا، ويتعهد الجانبان بتشجيع وتعزيز التجارة والاستثمار في الاتجاهين وتنويع طرق التعاون ودعم جهود التعاون في مجالات ذات أولوية مثل مجالات خفض الفقر، حماية البيئة، تدريب وبناء قدرات الموارد البشرية وتكنولوجيات الإعلام والاتصالات، كما أن هناك حاجة بوجه خاص، لأن يولي اهماماً خاصاً حيال القطاعات الحيوية للبنية التحتية والزراعة والأمن الغذائي. - تعظيم التبادلات وتعميق التعاون الثقافي فيما بين الشعوب، وسوف تبذل جهود من أجل تعزيز التبادلات في مجالات الثقافة، التعليم، الرعاية الطبية والصحية، الرياضة، السياحة وغيرها من المجالات، إلي جانب إرساء روابط أوثق علي مستوي الشباب والمرأة والمنظمات غير الحكومية وهيئة وسائل الإعلام والمؤسسات الأكاديمية لدي الجانبين. - دعم التنسيق والعمل معا من أجل تعضيد منتدي التعاون الصيني- الأفريقي وتعزيز تنميته المستدامة، وفي ضوء احتياجات الجانبين والظروف المتغيرة، سوف تبذل الصين وأفريقيا جهودا مثابرة تهدف إلي تحسين مستوي آليات المنتدي وإثراء مضامينه وتحديد أهداف معقولة وضمان الاستخدام الأمثل للدور القيادي للمنتدي لدفع العلاقات الصينية- الأفريقية قدما إلي الأمام. - تتعهد الصين بالعمل في حدود قدرتها علي زيادة حجم المعونة المقدمة إلي أفريقيا وخفض أو إسقاط الديون المستحقة علي الدول الأفريقية وتعظيم العملي مع أفريقيا. ترحب الدول الأفريقية بالتزامات الصين وتعرب عن استعدادها لتعزيز التنسيق وتبادل التجارب والخبرات مع الصين والعمل معا لمعالجة التأثيرات المعاكسة للأزمة المالية العالمية علي الاقتصاد الأفريقي.. إننا، تمشيا مع روح هذا الإعلان، قمنا بصياغة واعتماد خطة عمل شرم الشيخ لمنتدي التعاون الصيني- الأفريقي "2010-2012". وإننا لنعرب عن بالغ تهانينا علي النتائج المثمرة التي أسفر عنه المؤتمر والنجاح الكبير الذي كللت به أعماله.