شاهدت برنامجاً تليفزيونياً بثته قناة BBC الفضائية الإخبارية أجراه المذيع النشط عمرو عبدالحميد مع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة محمد مهدي عاكف وهو حوار مهم احتوي علي العديد من الآراء والمواقف والتحليلات ولكن الأهم من هذا كله وهو ما استرعي انتباهي وحمس قلمي للتعليق سؤال وجهه المذيع للمرشد العام وهو ما هي علاقة الإخوان المسلمين بحركة حماس؟. ورداً علي السؤال قال المرشد العام: هم منا ونحن منهم وهي إجابة بليغة ومعبرة عن نفسها لأنها من المرشد العام ولأنه تكشف مدي الارتباط بين جماعة الإخوان المسلمين وهذا الفصيل الذي أجهز علي القضية الفلسطينية برمتها وأساء إلي الشعب الفلسطيني كله وعرقل جميع الجهود السياسية والعربية والدولية وحتي الفلسطينية من أجل الحوار ومن أجل تصفية الأجواء الفلسطينية ذاتها. أما ما قاله السيد المرشد العام فهو ما دعاني إلي أن أذكره وأذكر من تابعه علي شاشة التليفزيون البريطاني بقليل مما فعلته حماس وما قامت به في الخمس سنوات الأخيرة فحسب. - ان حماس هي التي عرت خصومها وسارت بهم عرايا في شوارع غزة للتنكيل بهم في مظاهر أساءت إلي كل ما هو فلسطيني. - ان حماس التي انقلبت علي السلطة الفلسطينية وأعلنت غزة مدينة مستقلة تديرها عصابات تابعة لحماس. - أن حماس صاحبة امتياز في أكبر انقسام فلسطيني عرفه التاريخ حيث قسمت فلسطين إلي جزءين الضفة والقطاع وأقامت محاكمات صورية لخصومها ونفذت ضدهم أحكاماً غير قانونية في محاكمات صورية وغير شرعية وتسببت في إيجاد حكومتين وإدارتين لإدارة فلسطين إحداهما في رام الله والثانية في غزة. - أن حماس التي أثبت التقرير الدولي ارتكابها تجاوزات عدة في مجال حقوق الإنسان مع السجناء الذين تحتفظ بهم حركة حماس في سجونها وتهمتهم الوحيدة هي أنهم ينتمون إلي السلطة الوطنية الفلسطينية أو للمساومة لتحقيق مكاسب سياسية. - أن حماس أعلنت قيام حكومتها المقالة واستمرار إدارتها لشئون غزة في تحد صارخ للعالم كله. لقد تحولت حركة حماس من حركة مقاومة وحركة جهاد ودفاع إلي عصابة تمارس كل أعمال البلطجة وأعمال التعذيب والتخريب والتنكيل بالخصوم والمعارض لسياستها. إن ادعاء المرشد العام أو اعترافه وإقراره العلني بأن حماس من الإخوان والإخوان من حماس أزال كل الغموض ووضع الحقيقة أمام الناس أجمع أن الإخوان يدعمون حركة حماس ويؤيدون جميع سياساتها وأفعالها في حق الفلسطينيين وحق بلدهم وربما تدعمهم جماعة الإخوان بالمال وخلافه وهو أمر يجب أن يكون محل مساءلة لأن مصر وهي تقف علي الحياد وعلي مسافة واحدة من جميع الفصائل في فلسطين عليها ألا تغض الطرف عن تصريحات المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وإقراره واعترافه العلني بدعمه لحماس وتأييده لحماس التي ارتكبت كل الأخطاء السياسية والأخلاقية في حق الوطن وحق الشعب الفلسطيني وعرضت النساء والأطفال والشيوخ للخطر وتسببت بسياساتها الخاطئة في إيقاع المزيد من الأذي بالفلسطينيين وزادت من الانقسام والانشقاق والإساءة إلي الفلسطينيين والعرب. إن الاعتراف بدعم حماس ليس شرفاً خاصاً وقد تحولت إلي جماعة إرهابية وتخلت عن منهجها النضالي والجهادي.