ذكرت في مقال الأمس، أنه من الملاحظ أن الحزب الوطني.. يحرص علي تجديد أفكاره وشعاراته في مؤتمراته السنوية من خلال التركيز علي أوراق السياسات التي يتم عرضها أمام المؤتمر.. وهي نتاج مجهود جماعي.. نجده أيضاً فيما يطرح من أفكار من أجل مستقبل هذا الوطن. والملاحظ أيضاً أن الحزب أصبح يعتمد علي مجموعة من قواعد السياسات ومبادئه التي لا يتنازل عنها أو يغيرها، وعلي سبيل المثال: - سياسة صناعة الأفكار: أي من خلال الاستفادة من الخبرات المتميزة من أعضاء الحزب لترجمة الأفكار إلي سياسات وإلي آلية للعمل من أجل تطوير الحزب داخلياً وإعادة بناء قواعده وتشكيلاته، ومن خلال مبادرة مواجهة التحديات مع جميع القوي السياسية الأخري من خلال فتح قنوات للحوار مع أحزاب المعارضة حول المشكلات الوطنية من أجل الوصول لحلول جذرية لها. ولقد اعتمد الحزب في صياغة سياساته علي أوراق السياسات المرجعية التي قام بصياغتها خبراء متخصصون من جميع كوادر الحزب بعد العديد من استطلاعات الرأي الواسعة لجميع أعضاء الحزب من أصغر وحدة حزبية وحتي الأمانة العامة. - سياسة التواصل المستمر: من خلال ما قام به الحزب من إعادة هيكلة لكوادره في مختلف المستويات الحزبية؛ ليس بالسعي إلي الانفراد برسم سياسات عليا علي غرار ما سبق. بل من خلال التواصل مع جميع أعضائه وكوادره، ومع أصحاب الخبرات والآراء من خارجه للاستفادة والتطوير. وهو ما تمثل في الفترة الأخيرة أيضاً من خلال التنسيق بين الحزب والحكومة من جانب، وبين الحكومة والهيئة البرلمانية للحزب من جانب آخر. كما تم الحرص علي زيادة قاعدة المشاركة وإتاحتها بشفافية كاملة في إطار تفعيل التطوير والفكر الجديد. وهو ما تم من خلال حوار مباشر وجولات ميدانية ولقاءات دورية للحوار المجتمعي من قيادات الحزب. ويحسب لسياسة التواصل أنه لأول مرة يتم السماح بمشاركة أمانات الحزب بالمحافظات في مناقشات وحوارات لجان أمانة السياسات. كما أذكر ملاحظة مهمة بديهية، وهي أن حرص الحزب علي عقد المؤتمر السنوي يعد واحداً من أهم أشكال التقييم والتواصل الجماعي بين أعضاء الحزب من أجل التطوير والاتفاق علي مساحات مشتركة لرؤية سياسية مستقبلية واعية. - سياسة تقييم الأداء لجميع قيادات الحزب، وهو أمر جديد لم نعهده من قبل في الحزب الوطني بوجه خاص أو في الأحزاب المعارضة بوجه عام.. حيث يقوم الحزب بعملية تقييم شامل من داخله بناء علي أسس وقواعد علمية وعملية لترسيخ مبدأ الشفافية وما يترتب عليه من مكاشفة ومصارحة. وهو ما ترتب عليه حالة من التغيير للعديد من الشخصيات في بعض المواقع القيادية المهمة. كما أن التقييم الذي بدأ بالقيادات الحزبية.. قد امتد ليصل إلي القواعد الحزبية الشعبية والمحلية من أجل إعادة تشكيل الأمانات النوعية والقواعد الحزبية الميدانية بشكل موضوعي.. خاصة أن بعض الأزمات التي واجهها مرشحو الحزب في الانتخابات البرلمانية وأدت إلي فشلهم؛ كان سببها بشكل أساسي يعود إلي بعض التصرفات الخارجة عن الالتزام الحزبي للقواعد الحزبية الميدانية. وهو ما يعني ببساطة أن الحزب قد رسخ قاعدة جديدة مفادها.. أنه لا أحد فوق النقاش والنقد البناء من أصغر قيادة حزبية إلي رئيس الجمهورية في إطار تحكمه قواعد الاحترام والموضوعية والشفافية.