في أجواء حماسية لم تخل من الصياح والتهليل والاعتراض وحتي التشابك بالأيدي جرت أحداث مزاد بيت التأمين المصري السعودي الذي عقد الاحد الماضي بقاعة سينما مودرن بشبرا لبيع خردة 27 سيارة موديلات 2007، 2008، 2009 وقطع غيار السيارات القديمة، وقد طرحت هياكل السيارات القديمة للعرض في جراج الشركة بشارع ناهيا البلد في بولاق حيث تمت معاينتها مسبقا من قبل المزايدين حتي أن بعضهم استعان بصور السيارات علي اللاب توب والموبايل. بدأ المزاد متأخرا عن موعده بحوالي ساعة وهو ما تسبب في ضيق كثير من المزايدين الذين تجاوز عددهم المائة مزايد حضروا مبكرا لدفع قيمة التأمين وتبلغ خمسة الاف جنيه وشراء كراسة الشروط وقيمتها خمسون جنيها، وذلك بحضور مفتشي الرقابة الادارية مادلين نصيف وفاطمة ممدوح وإدارة الخبير المثمن أحمد حنفي محمود وبمساعدة عبدالسلام سليم ومجموعة كبيرة من المعاونين. فور حضور أعضاء اللجنة من ممثلي شركة التأمين استقبلهم الحضور بصيحات التهليل التي أثارت حماسة المزايدين لبدء المزاد،وكانت البداية مع الاعتراض الشديد علي تأجيل لوط بيع قطع الغيار (مخلفات متنوعة) لآخر المزاد و هو ما استجابت له إدارة المزاد،فبدأت المزايدة بمبلغ 100 جنيه لتزيد بالتدريج حتي وصلت إلي مبلغ 11500 الف جنيه بعد صراع حام بين متنافسين ظن صاحب العرض العالي الذي رسي عليه المزاد أنه ظلم و لم يرس عليه بعد استفزاز الطرف الآخر له فما كان منه إلا ان تشابك معه بالأيدي في وصلة من العراك أنهاها القائمون علي المزاد سريعا بعد نجاحهم في امتصاص غضب المزايد الذي دفع المبلغ علي الفور بعد دفع قيمة التأمين. بعدها أصر بعض المزايدين الحصول علي قيمة التأمين رغم عدم انتهاء المزاد موضحين أنهم حضروا للمزايدة علي قطع الغيار فقط و هو ما رفضته إدارة المزاد التي نجحت في إقناعهم بالانتظار حتي نهايته. ثم تلي تلك المزايدة علي السيارات و التي بدأت شديدة الإيقاع منذ اللحظة الأولي، لدرجة أن أحد الأفراد الذي سعي لشراء سيارة نصف خاف ان يضيع عليه اللوط بسبب أن صوته غير مسموع لإدارة المزاد لدرجة أنه بعد حصوله علي سعر 48500 الف جنيه صاح فرحا "الله أكبر" ثم أضاف معلقا أمام منافسه بصوت مرتفع "حسبي الله ونعم الوكيل ده الزيرو ثمنها 80 ألف جنيه" وهو ما اثار ضحك الحضور. استمرت روح المنافسة في باقي المزاد وبدا أن ستة مزايدين جلسوا في الصف الأول هم المسيطرون عليه وكان بعضهم إذا قال بانفعال "المزاد ده بتاعي" ينسحب الآخرون من أمامه بهدوء. خلال المزاد أصيب أحد المزايدين بحالة إغماء دفعت زملائه للمسارعة بإنقاذه إلا أن ذلك لم يعطل المزاد أو يوقف حركته النشطة حيث استمرت أحداثه الساخنة مع رفض ممثلي شركة التأمين دمج 2 لوط لبيع سيارتين بيجو 405 في صفقة واحدة مؤكدين علي ضرورة الالتزام بكراسة الشروط. حتي جاء عرض اللوط رقم 16 الذي تحمس أحد المزايدين بشدة للحصول عليه وهو ما تحقق له بمبلغ 52 ألف جنيه لشراء سيارة تويوتا كرولا وأثناء دفعه لثمن السيارة فوجئ أنه اختار لوط خاطئًا معلنا أنه جاء لشراء السيارة رقم 18 ذات اللون الاسود وليس الاحمر فانفعل بشدة وأصر علي تعطيل المزاد إلا أن إدارة المزاد سيطرت علي الموقف وتمكنت من إقناعه بتأجيل المناقشة حتي نهاية المزاد الذي انسحب منه لتضيع عليه قيمة التأمين وأعيدت المزايدة علي السيارة مرة أخري. الأمر الطريف أن أحد المزايدين ظل يرفع سعر سيارة هيونداي سوداء ويزايد عليها بمبالغ كبيرة وهو ما حذره منه التجار لتلقيبهم لها ب "البسيسة" لحالتها السيئة فانفعل بشدة قائلا "كل واحد حر". وما بين السعادة والمناقشات الحامية وحتي الانشغال بعد النقود انتهت أجواء مزاد السيارات الساخنة.