تناولت تصريحات وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في حواره الصحفي الذي عقد في وقت سابق بمصلي طهران، عن توجه جديد في العلاقات الإيرانية مع عدد من القوي الصاعدة علي الساحة الدولية، بعد أن أكد استعداد بلاده للتعاقد مع الصين علي شراء الوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعلاتها النووية، ولم ينف في الوقت نفسه ما تردد مؤخرا حول احتمال مشاركة الصين في المباحثات النووية، فيما أحجم عن الرد علي سؤال حول موقف إيران من مقترحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال في دبلوماسية "سوف تعلن إيران عن قرارها في أقرب فرصة، رافضا الإفصاح عن موقف الحكومة الإيرانية من التعامل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية"، وهو ما يمكن اعتباره تراجعا عن الموافقة الإيرانية السابقة علي تخصيب اليورانيوم في روسيا، طبقا لما اتفقت عليه أطراف المناقشات "أمريكا، روسيا، فرنسا" في فيينا حيث عارض نائب رئيس البرلمان الإيراني محمد رضا بهنر فكرة إرسال يورانيوم منخفض التخصيب إلي الخارج من أجل تخصيبه لدرجة أعلي. ويكشف التوجه الإيراني نحو الصين عن بوادر أزمة في العلاقات الإيرانية الروسية، خاصة بعد المخاوف الإيرانية من التقارب الأمريكي الروسي، ومحاولات إسرائيل المستمرة للتعاون العسكري مع موسكو، فضلا عن تأييد الحكومة الروسية لنظيرتها الإيرانية برئاسة محمود أحمدي نجاد، مما أثار سخط المعارضة، وخرجت التظاهرات في يوم القدس لهذا العام تندد بالموقف الروسي وتردد شعار "الموت لروسيا" وإن أكد متكي عمق العلاقات الإيرانية الروسية، وهو ما يبدو واضحا في التعاون مع روسيا في بناء مفاعل بوشهر النووي "المفاعل الذي فشلت روسيا في تسليمه في الوقت المحدد أكثر من مرة"، مشيرًا إلي تنوع الطوائف السياسية الإيرانية، وتباين وجهات نظرها الخاصة حول العلاقات الإيرانية الخارجية. تدل تصريحات متكي علي تمسك إيران بحقها في النشاط النووي، والمضي قدما في هذا الموضوع حين نفي حاجة بلاده إلي سفينة سيدنا نوح في طريقها النووي، لأن اسم سيدنا نوح يرتبط بالصبر علي إحقاق الحق معربا عن سعادته من اعتراف العالم بحق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية في غضون سنوات قليلة. أضف علي ذلك توتر العلاقات الإيرانية الفرنسية في هذا الوقت بالذات، وتعمد الطرف الإيراني إقصاء الجانب الفرنسي عن المباحثات حيث أكدت إيران رفضها لإجراء محادثات مباشرة مع فرنسا خلال محادثات فيينا النووية حول شراء اليورانيوم عالي التخصيب لأغراض طبية. وكلها دلائل علي انعدام الثقة الإيرانية في المجتمع الدولي بما يعطي إشارات واضحة علي إمكانية فشل المباحثات الحالية لأن إيران لن تتخلي عن نشاطها النووي، وإنما تسعي لكسب المزيد من الوقت، وإعادة تقييم الموقف حسب المتغيرات الجديدة، والتلويح بالمزيد من التعاون مع الحكومة الصينية في المجال النووي، واستخدامها كورقة ضغط تحميها من المزيد من العقوبات الدولية عليها.