شبه الدكتور صلاح قنصوة، أستاذ الفلسفة وعلم الجمال بكلية آداب جامعة القاهرة، طريقة تفكير "الدعاة الجدد" بطريقة تفكير "الصهاينة" ووصف كل من يتحدث عن دولة الإسلام أو يقسم العالم لقسمين بأنه "صهيوني متأسلم"، وقال: "الفكر الصهيوني يقوم علي أن إسرائيل هي ربط بين الدين والدولة وهو ما يفعله الدعاة حينما يطالبون بدولة إسلامية". تشبيه قنصوة جاء في ندوة أقامتها دار العين لمناقشة كتاب "الدعاة الجدد" الصادر حديثا للكاتب الصحفي وائل لطفي، الذي حصل عنه علي جائزة الدولة التشجيعية. وأكد لطفي أنه لاحظ ظهور شكل جديد من التدين في المجتمع المصري يخلط بين ما هو ديني وما هو مجتمعي وثقافي، وقال:"الدين يتحول الآن علي يد هؤلاء الدعاة لمؤسسة اقتصادية واجتماعية وسياسية"، واعتبر لطفي أن " حركة الدعاة الجدد هي الشكل الجديد الذي اتخذته الظاهرة الإسلامية بعد فشل العنف الذي مارسته في تغيير المجتمع وبعد إطلاق مبادرة وقف العنف عام 1998"، وأضاف" أصبح هؤلاء الدعاة وعاظا بأجر، وتغيرت لغة خطابهم بما يتناسب وفئة الأغنياء والنخبة التي يتوجهون إليها، بحيث أصبحوا يدعون لتنمية الثروة بما يأتي علي قيم الزهد والعدالة الاجتماعية وغيرها"، واعتبرهم لطفي الظهير الديني للسلطة، وأكد:" لقد ابتعدوا عن مخاطرة تحدي السلطة حتي لا يتم إبعادهم كغيرهم"، وانتقد ما أسماه بتقصير مراكز الأبحاث في تناول هذه الظاهرة، والاقتصار علي دراسة الحركات الإسلامية من وجهة نظر أمنية. ومن ناحيته أشاد الدكتور فيصل يونس باعتماد الكتاب علي الصحافة الاستقصائية التي لا تقدم رصدا دقيقا للواقع فقط، ولكنها تسعي لتحليله بخلاف كتب الفكر التي انصرف يونس عن قراءتها لاعتمادها علي أفكار غربية أو لمبالغتها في الاستنتاج، وأشار يونس للعوامل الاجتماعية التي شجعت علي ظهور ظاهرة "الدعاة الجدد"، وركز علي تدهور التعليم وما يحدثه من انتفاء للتفكير الناقد، وأشار للعلاقة الطردية ما بين التعليم والفساد. ونفي الروائي يوسف القعيد أن يكون تجمهر المتلقين حول الدعاة تدينا واعتبره يأسا، وطالب بأهمية دراسة ظاهرتي "دعاة الميكروباص ودعاة الريف"، وهاجم القنوات الفضائية التي تخصص بكاملها لداعية بعينه، أما الناقدة الدكتورة سامية الساعاتي فقالت:" أشعر أن وراء هؤلاء الدعاة الذين يتصرفون كالنجوم مؤسسات بكاملها لا نعلم عنها شيئا".