كانا متجهين للمنزل وإذا بإطار السيارة الخلفي "ينام" اضطر الوالد للنزول من السيارة بعد أن أوقفها علي جانب الطريق.. وبدأ في عملية إبدال العجلة وتركيب الاحتياطي.. وبينما كان ممسكا بمفك الربط لينتهي من تركيب العجلة الاحتياطية إذا بابنه الصغير ذي السنوات الأربع يحضر حجرا صغيرا من علي جانب الطريق ويقترب من جانب السيارة ويكتب عليه.. قفز الأب الغاضب وجذب ابنه بعنف ضاربًا إياه علي يده التي كان يخدش بها السيارة.. وبعد أن ضربه بعنف عدة مرات اكتشف أنه ما زال ممسكا بالمفك وقد أصيبت يد الطفل بضراوة. جري بابنه إلي المستشفي وللأسف الشديد بُتر بعض أصابع الطفل بسبب ماحدث.. وبعد الإفاقة كان يسأل والده ببراءة: متي ستنمو أصابعي مرة أخري؟ ويقول بعض معارف الأسرة أن الوالد ذهب لينظر ما قد خطه ابنه علي جانب السيارة قبل أن يفقد أصابعه فوجد أنه كان يحاول كتابة (I Love you dad).. هم يتناقلون القصة عبر البريد الالكتروني، لا يدري أحد علي وجه اليقين ما إذا كانت القصة حقيقية أم خيالية، أم أن بها شيئًا من الواقع مضافًا إليه بعض المبالغة كالجملة التي خطها ذو الأربع سنوات مثلاً.. ولكن المؤكد حتما هو أنها قد تحدث في الواقع، بل قد يحدث ما هو أكثر منها قسوة. والأسباب واضحة: أولها الغضب.. إذا استسلمنا للغضب قد نضيع في لحظة واحدة ما نندم عليه عمرنا كله.. وقد نتصرف بطريقة ننتقدها في الآخرين.. بل ربما يتملكنا غضبنا لدرجة الجنون فنفعل ما لا يمكن تصوره ولا فهمه.. أحيانًا يتسبب الغضب في الجحود، وفي الإيذاء، وقد يصل إلي القتل!! وثاني تلك الأسباب هو الاستهلاك الآدمي للإنسان في عصرنا الحالي.. فكلنا يستطيع أن يتفهم إرهاق الوالد الذي يعود من العمل ومن يدري كيف كان يومه ليصحب ابنه من المدرسة ويعود إلي المنزل منهكا ليستريح قليلاً ليبدأ دوامة اليوم التالي.. فكيف به وهو يصارع الزمن ليعود إلي المنزل أن يجد صبرا أو هدوءاً عندما يحدث ما حدث ويضطر للوقوف والقيام بعملية تبديل الإطارات وهو في قمة التعب والإجهاد والصراع مع الزمن؟ والسبب الثالث، وهو ما تذكره القصة في آخرها، هو أننا نعيش في عصر انقلاب المقاييس.. فبعد أن كان الإنسان قد خلق للحب، والأشياء صنعوها للاستخدام، صرنا نحب الأشياء ونستخدم الناس.. وأصبحنا نستهلك أنفسنا جسديا ونفسيا في العمل لنشتري السيارة التي (نحبها)!! ونخاف علي السيارة والموبايل أكثر مما نحمي أبناءنا.. ونسينا تماما أننا ينبغي أن نستخدم الأشياء لنحب الناس. قد تكون القصة قاسية ولكنها تقد ناقوس خطر لنا جميعًا كآباء وأمهات وإخوة كبار ورؤساء في العمل وكل من له سلطة ومسئولية عمن هو أصغر أو أضعف أو أقل منه من البشر.. والتحذير واضح: إياك والغضب الأعمي، إياك وأمن الناس من حولك.. الأشياء كلها يمكن أن نعوضها، أما (عقلة) إصبع الإنسان فلا تعوض. [email protected]