رغم المشاركة الإيجابية التي أبدتها سيدات أحزاب المعارضة في الدورة التي أقامها المجلس القومي للمرأة، الخاصة بتأهيلهن سياسيًا للمشاركة في الدوائر الانتخابية النسائية، أبدي العديد من كوادر الأحزاب النسائية تخوفه من المشاركة في الانتخابات البرلمانية! وقالت نجوي عباس - عضو بحزب التجمع ومجلس محلي القاهرة - أن المجتمع لايزال غير مهيأ اجتماعيًا وثقافيًا لقبول هذا الأمر الذي بدا وكأننا نلقي بالمرأة في مهب الريح لترشح نفسها علي نصف محافظة! متابعة: هذا وضع غريب ومتناقض ويزيد من العبء الملقي علي المرأة.. فهل من الممكن أن ينجح رجل علي نطاق نصف محافظة؟! وأضافت عباس: أجاب خبراء التدريب بالدورة عن هذا السؤال بالنفي.. وهو دليل علي دخول المرأة مفرمة وليس انتخابات! .. أما المشكلة الثالثة التي سوف تواجه السيدات هي الرصيد الكبير داخل هذه الدائرة.. ولا يكفي عام واحد لذلك، خاصة مع عدم تحديد الدوائر حتي الآن! ورغم مساندة المجلس القومي للمرأة لنا ومطالبتهن بسرعة التحديد حتي تنجح المرأة في تسجيل أعمال تراكمية وتتواجد بين شوارع الدائرة إلا أن القرار لايزال في حيز البلبلة، ولم يتم حسم الموقف بعد! وتوضح هبة عبدالغفار عضو بحزب الغد أنها التحقت بالدورة لكسب ثقافة معرفية حول كيفية إعداد وأساليب الدعاية الانتخابية فضلاً عن المشاركة في إعداد كوادر سياسية نسائية والتواصل مع المرشحات من مختلف الأحزاب، بينما أكدت رشا أحمد من حزب التكافل أن الهدف من التحاقها بالدورة هو إعداد نفسها للانتخابات بعد القادمة لأن سنها أصغر من السن القانونية، لافتة إلي أنها ستدرب بعض السيدات اللائي سيرشحن أنفسهن ولكن - علي حد قولها - تبقي بعض المشاكل التي أخشي منها بدءًا من عدم احترام السيدات المرشحات وممارسة البلطجة وزيادة نفوذ المادة والتي تصل في بعض الأحيان ل15 مليون جنيه للمرشح ولابد من وضع حد لمصاريف الدعاية الانتخابية!.. هذا إلي جانب حرب الشائعات التي تمارس ضد المرأة وتهز كيانها! وحلها الأمثل عدم الانتباه أو الانسياق وراءها مع استغلال المرشحة نقاط الضعف التي يعاني منها الخصم ولكن تبقي مواجهة سيدة لأخري في بعض الدوائر أخف وطأة من حروب المرشحين الرجال وخاصة أصحاب المال أو السلطة مثل رجال الأعمال! وأعربت د. هبة جمال الدين مقررة المجلس القومي للمرأة بالجيزة عن أنها ليست عضوة في أي حزب سياسي لكنها أعدت العديد من الدراسات في المشاركة السياسية ومدي تدنيها.. وأنها اشتركت في الدورة بهدف تدعيم الخلفية المعرفية لديها وكيفية الممارسة الفعلية.. ولكن بعدها ازداد حماسها لخوض الانتخابات، خاصة مع امتلاء الساحة بغير المؤهلين! وأكدت ملاك علي جمعة، عن الحزب الوطني، أنها تم ترشيحها من قبل المجلس القومي للمرأة وأنها خاضت انتخابات عام 2005 وحصدت 6 آلاف صوت رغم سيطرة الإخوان علي دائرتها بالشرقية، ولكنها الآن أكثر تفاؤلاً بسبب دعم حزبها وقانون الكوتة. ووجهت د. فرخندة حسن الأمين العام للمجلس القومي للمرأة نظر المتدربات ال28 واللاتي تخوفن من حجم الإنفاق الانتخابي إلي أن اللجنة التشريعية بالمجلس قامت بدراسة ومراجعة قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون مجلس الشعب لبحث الآليات المتاحة لوضع حد للإنفاق علي الدعاية الانتخابية، فضلاً عن مراجعة العقوبات المتعلقة بالجرائم الانتخابية مثل البلطجة لإعادة النظر في تشديدها موضحة أن المجلس تقدم باقتراح بقانون في هذا الصدد لوزير العدل.