استكمالا لما لا يتميز به مواطنو الدرجة الثانية في بلدنا، وكنوع من إنعاش الذاكرة، يعلن مواطنو الدرجة الثانية من سكان أقاليم الوجه البحري - علي وجه الخصوص - أن السحابة السوداء قد غطت المنطقة بكاملها وأنها لا تنقشع ليلا ولا نهارا.. كما أنهم يستغيثون بكل من له يد عليا في رفع السحابة وذلك لأن الأبناء والآباء والجدود من مرضي الربو وحساسية الصدر قد وصلوا إلي مراحل متدنية في حالتهم الصحية بسبب عدم قدرتهم علي التنفس في هذه الظروف السيئة.. كما يشكو معظم مواطنو الدرجة الثانية من شعور دائم بإحمرار وشعور بالحرقان في العيون تصاحبه الدموع بسبب الدخان.. وتزداد تلك الأعراض إلي درجة متناهية في الخطورة عند الذين يسكنون علي أطراف المدن وفي القري بوجه عام والمسافرين علي الطرق الزراعية.. ويناشد مواطنو الدرجة الثانية السادة القائمين علي النشرة الجوية بالقيام بواجبهم في هذا الشأن وتحذير قادة السيارات من اختلاط الأجواء الطبيعية الممتلئة بالرطوبة في هذه الأيام بالأجواء البشرية الممتلئة بالدخان من جراء حرائق قش الأرز، ونتيجة ذلك الاختلاط هي السحابة التي تتسبب في انعدام الرؤية والاختناق.. وعلي ذلك ينبغي تحذير السائقين من مواطني الدرجة الثانية، وأيضا من مواطني الدرجة الأولي الذين تضطرهم الظروف للخروج من القاهرة والقيادة علي الطرق الزراعية بتوخي الحذر وارتداء الأقنعة الواقية والنظارات الواقية أيضا.. كما يسر مواطنو الدرجة الثانية من سكان الأقاليم أن يعلنوا سعادتهم البالغة بانحسار آثار السحابة السوداء لدي اخوتهم وذويهم من مواطني الدرجة الأولي في القاهرة.. وقد لوحظ عدم اهتمام وسائل الإعلام، بالسحابة السوداء هذا العام.. بسبب ابتعاد الأخيرة عن مناطق القاهرة الكبري.. وعلي الرغم من ذلك فقد استقبل مواطنو الدرجة الثانية هذا الإهمال الإعلامي للسحابة، وانقشاعها الجزئي عن القاهرة بسعادة بالغة إذ إنهم - كسابق العهد في تجارب أخري - يتوقعون انقشاع السحابة عن أراضيهم في غضون عشر سنوات قد تمتد إلي عشرين سنة علي أكثر تقدير.. وهو المتوسط الزمني الذي يستغرقه انتقال أي مشروع جديد أو إصلاح من القاهرة إلي مدن الدرجة الثانية.. ويلتمس مواطنو الدرجة الثانية من السادة أصحاب اليد العليا رفع السحابة السوداء أو رفع الرطوبة المائية لمدة يومين فقط كل أسبوع لإتاحة الفرصة للتنفس لدي المواطنين إن أمكن.. وإذا لم يكن ممكنا، يتبقي حل آخر وهو توفير أماكن عامة مفتوحة ووسائل مواصلات كافية لنقل مواطني الدرجة الثانية إلي القاهرة بالتبادل في كل أيام الأسبوع بحيث تتاح فرصة التنفس لمدة يوم واحد لكل مواطن من مواطني الدرجة الثانية.. وهم يرون أن هذا مطلب عادل لن يساويهم بمواطني الدرجة الأولي الذين تتوفر لهم فرصة التنفس يوميا دون انقطاع.. وأخيرا يتقدم مواطنو أقاليم الوجه البحري بالشكر لكل من سيساهم في حل المشكلة ويؤجلون دعوة السادة المسئولين لزيارتهم حتي انقشاع السحابة.. عنهم: مواطن درجة ثانية..