عملية حساب الأهداف والفوز وكيف تصعد مصر والهوجة التي شهدها الوسط الرياضي اشبه بكابوس مزعج لأن الموقف أوضح مجموعة الجهلاء الذين نستمع إليهم ونصفهم بأنهم الخبراء. روراوة رئيس الاتحاد الجزائري يفكر في وضع العراقيل أمام منتخب مصر بشأن قضية الحضري وأنا أحذره.. مصر الأخت الكبري ومدركون لمكانة مصر وتضحياتها في سبيل عروبة الجزائر وتخلصها من استعمار فرنسي ظالم. أنا أسأل بدوري لماذا يتعامل شباب الجزائر مع الفرق المصرية بعصبية غير رياضية لماذا يعتدون علينا ويسبون أهلنا؟ ماذا فعلنا للجزائر لنستحق هذه المواقف المؤذية؟! الفرق المصرية تعود من الجزائر بذاكرة بها مواقف مؤسفة.. ضرب وشتيمة وتحرش.. أنا أسأل لماذا؟ جماهير الكرة المصرية آخر حدودها في تشجيع فريقها هو الهتاف له. لم تخرج عن شعورها إلا عندما تجد خصماً مستفزاً. وحدودها هتاف وطني.. جماهير مصر في الملعب لا تشتم أو تسب الأب والأم للخصم ولا تلجأ للضرب ولا الاعتداء الجسدي. لكن جمهور الجزائر ..لا أعرف سبباً للاحتقان ولا أعلم مبرراً له.. يظهر أن صحافة الجزائر وراء الاحتقان.. إنهم يبررون هزائم الفرق الرياضية الجزائرية أمام المصرية علي أننا فزنا دون حق. وهي هنا تلعب دوراً أسود في تجييش الشباب الجزائري. أنا حزين لأن التوتر هنا جزائري. مصر الشقيقة الكبري للدول العربية ومن المنطق ألا يتطاول عليها صغير مهما كان!! أسهل الأمور أن يكون هناك رد فعل لأي قليل أدب يتطاول علي مصر والمصريين.. أعتقد أن هذا السهل لم نجربه بعد. مصر لم تسرق تاريخ الجزائر.. ولم تهدم أحلام شعب سعي للتحرير. بل ساعدته. وكبار الجزائر يعلمون تماماً وأتمني من كل قلبي ألا تكون تلك المباراة.. مباراة كراهية.. لأن مصر التسامح مهما حدث تمد يدها دائمًا للأشقاء شرط احترام الصغير للكبير. أتذكر أنني سافرت إلي سوريا بعد توقيع السادات لاتفاق السلام مع إسرائيل قالوا لنا سوف تواجهون الأخطار وطلبوا منا قبل السفر ألا نتحدث مع أحد لأن هناك احتقاناً سياسياً من جراء الخطوة المصرية. سافرت مع بعثة مصرية للمشاركة في دورة الألعاب المتوسطية في اللاذقية.. لن أصف لكم الاستقبال الأسطوري لنا.. قلت: يمكن دي خدعة خلينا للافتتاح! يوم افتتاح دورة المتوسط اتفقنا علي ألا نحمل علم مصر علانية قلت: لماذا قالوا: الجماهير غاضبة اتفقنا.. أن نحملها في أكمام القمصان ولو وجدنا الجمهور متجاوباً نظهرها ولو كان بالفعل هناك احتقان وخوف علي حياتنا لا نظهر الأعلام المصرية. قلت أنا شخصيا سوف أكون أحد المصريين في طابور العرض.. لا يمكن أن أصف شعوري وأنا أتصور أن تهاجمنا جماهير سوريا وتقتلنا وجوه البعثة المصرية في طابور العرض وأنا منهم صفراء.. صفراء.. صفراء. المهم ما أن نطق المذيع الداخلي لملعب اللاذقية اسم مصر حتي وجدت أكثر من 150 ألف سوري يشجعون ويهتفون لمصر أخرجنا الأعلام المصرية. في الشارع والفندق والمحلات تأكدت أن شعب سوريا يكن لمصر والمصريين كل الحب والاحترام والتقدير حتي لو كان هناك احتقان سياسي! أنا هنا أقارن ما حدث لي في سوريا وما حدث لي في الجزائر أجد نفسي أكرر وأعلن أن هناك شيئًا ما مفقوداً في علاقة شعب الجزائر مع مصر والمصريين. أتمني من كل الجهات هنا وهناك أن تعترف لنضع تصوراً حقيقياً لتفجير الألغام المزروعة في طريق الحب والاحترام.. بلا شك كلمات السياسيين كله تمام!