ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي والذي تقام حاليًا عرضت مجموعة كبيرة من الأفلام، كعرض أول من بينها الفيلم المصري جيران للمخرجة تهاني راشد وهو فيلم تسجيلي، من إنتاج استديو مصر، ويعرض للمرة الأولي في العالم - علي حد تعبير مخرجته - والتي أوضحت أن بيتر سكارليت مدير المهرجان، أثناء زيارته للقاهرة كان قد شاهد الفيلم كنسخة عمل، وطلب منها عرضه في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بالمهرجان، وأكدت راشد أن الفيلم استغرق أكثر من عامين، من بينها أربعون يومًا استغرقتها في عملية المونتاج، حيث قامت بتصوير ما يقرب من خمسين ساعة، لتصل مدة الفيلم إلي 105 دقائق. فيلم جيران يعتبر توثيقًا لتاريخ مصر من خلال واحد من أقدم الأحياء الراقية في مصر وهو حي جاردن سيتي، والذي كان بمثابة مركز لتواجد القوي السياسية العالمية منذ نشأته في بدايات القرن العشرين من خلال السفارات الأجنبية والفيللات والقصور والصالونات الفخمة، وذلك من خلال رحلة إلي شوارع جاردن سيتي، والتي ترصد فيها المخرجة التحولات والاضطرابات والتغيرات التي شهدتها مصر. تهاني راشد قالت إن الفيلم بلغت ميزانيته ما يقرب من مليون جنيه وهو رقم ضخم لإنتاج فيلم تسجيلي طويل، وهو ما أكدته مني أسعد مدير الإنتاج والسينما باستديو مصر والتي قالت إن فيلم جيران يعتبر التجربة الثانية التي يتعاون فيها استديو مصر مع المخرجة تهاني راشد بعد فيلم البنات دول منذ ثلاث سنوات وهو ما ولد الثقة بين الطرفين.. من جانب آخر فقد أوضحت راشد أنها من ساكني جاردن سيتي، وبالتالي أصرت علي إظهار التناقض داخل هذا الحي القديم من خلال أناس لونتهم تجارب الحياة، ليسوا فقط بهوات وبشوات، لكن توجد نماذج بشرية أخري في نفس المكان. ومن بين الأفلام المعروضة كعرض أول عالمي، الفيلم العراقي ابن بابل إخراج محسن الدراجي، حيث يعتبر أول فيلم روائي طويل يتم تصويره عقب سقوط نظام صدام حسين عام 2003، والفيلم هو إنتاج سينمائي مشترك بين عدة دول مثل العراق والإمارات وفرنسا وهولندا وبريطانيا، ويشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. فيلم ابن بابل والذي يعتبر ثاني أفلام مخرجه الروائية الطويلة بعد فيلم أحلام، حيث شارك المخرج محمد الدراجي في كتابته مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وتدور أحداثه في شمال العراق، عام 2003، بعد مرور ثلاثة أسابيع علي سقوط صدام حسين، من خلال الطفل الكردي أحمد الذي يبلغ من العمر 12 عاما ويعيش مع جدته، التي تسمع أن بعض أسري الحرب وجدوا أحياءً في الجنوب، فتقرر أن تعرف مصير ابنها المفقود، والد أحمد، الذي لم يُعد إلي منزله منذ حرب الخليج عام 1991. محمد الدراجي مخرج الفيلم أكد أنه واجه صعوبات كثيرة أثناء التصوير، خاصة فيما يتعلق بمحاولاته الحصول علي تمويل من الجهات الرسمية العراقية، مشيرًا إلي أنه حصل علي موافقة مكتب رئيس الوزراء العراقي علي المشاركة في تمويل الفيلم، لكن قبل التوقيع علي العقد طلب منه تغيير البطلة من امرأة كردية إلي عربية، فرفض الدراجي وفريق عمله، ومن ثم تدخلت إدارة الإقليم الكردي وطلبت إحداث تغييرات وتعديلات علي الفيلم. محمد الدراجي قال إن فكرة فيلم ابن بابل جاءته بعد الانتهاء من تصوير فيلم أحلام عندما كان يسير في أحد الشوارع بالعراق، واكتشف وجود العديد من المقابر الجماعية بالقرب من بابل، حيث وجد في أول مجموعة من المقابر الجماعية ما يقرب من 400 ألف جثة عراقية، فقدوا في الحرب الأمريكية علي العراق، وحتي الآن لاتزال معظم الجثث التي وجدت مجهولة الهوية.