اقتنص المنتخب الوطني فوزاً صعباً ومثيراً علي زامبيا بهدف لحسني عبدربه أحرزه من قذيفة صاروخية في الدقيقة 70 من المباراة في اللقاء الذي جمعهما أمس علي ملعب كون كولا لوبولو بمدينة تشيبو لويولو في إطار الجولة الخامسة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم القادم بجنوب أفريقيا. واجه الفراعنة ظروفاً غير عادية من سوء الملعب وطقساً حاراً، كان مسئولو زامبيا حريصين علي اللعب في هذا التوقيت بغرض إرهاق اللاعبين والنيل من عزيمتهم. فأجا لاعبونا الجهاز الفني بأداء هزيل ومتواضع في البداية رغم وضع حسن شحاتة المدير الفني لتشكيل جيد أقرب للمثالية بالدفع بعصام الحضري في حراسة المرمي أمامه ثلاثي خط الظهر هاني سعيد ليبرو، أمامه وائل جمعة وأوكا وفي اليمين أحمد فتحي أمامه محمد بركات وفي اليسار سيد معوض يعاونه من الوسط أحمد حسن مع وضع حسني عبدربه كمسمار في وسط الملعب أمامه محمد أبوتريكة كصانع ألعاب للمهاجم الوحيد عمرو زكي. استسلم الفراعنة لسيطرة زامبيا الوهمية في البداية، فطالت مدة جس النبض حتي نال أصحاب الأرض الثقة بالسيطرة علي وسط الملعب الذي شهد دربكة غير عادية في البداية نتيجة سوء الملعب في الوقت الذي رفض فيه هجوم الفراعنة الانقضاض علي الخصم بدون وعي، لتزداد الثقة أكثر ويبدأ الزامبيون في الضغط من ثلث ملعبنا، ساهم في اختراق قائد الفريق كاتونجو للجانب الأيسر الذي شهد غياباً تاماً لسيد معوض الذي شكل عليه كاتونجو عدة هجمات منظمة فدانت الكرات الخطرة لأقدام كاتونجو بالتصويب تارة ويصنع الكرات العرضية لكابالا الخطير تارة أخري يزداد الفراعنة توتراً وارتباكاً وسط غياب تام للطرفين والوسط بمن فيهما محمد أبوتريكة ومحمد بركات الغائب تمامًا عن أحداث الشوط الأول، في حين يفشل حسني عبدربه بمفرده في التصدي لمنطقة العمليات عند المنافس في الوسط، ليزداد الضغط علي هاني سعيد وأوكا ويحصل الأخير علي إنذار في الدقيقة 25. ويستقتل لاعبو زامبيا علي الهجوم ويحصلون علي ضربة حرة غير مباشرة يصوب من خلالها كابالا كرة صاروخية ينقذها الحضري إلي ركنية في واحدة لسلسلة هجمات خطرة تصدي لها الحضري باقتدار شديد. يشعر الفراعنة بالحرج ويستيقظ محمد أبوتريكة ولأول مرة في الدقيقة 27 بامتلاك الكرة والحفاظ عليها وارسالها قطرية لعمرو زكي في الناحية اليسري دون أن يجد حلاً سوي إرسالها عرضية لأحمد فتحي المتابع لتعبر دون أن تجد من يستثمرها. ترد الرصاصات النحاسية بعنف عن طريق تنشيط الجانب الأيمن مستغلاً سرعات كاتونجو وسوء حالة سيد معوض، لكن الحضري يعلن عن نفسه بقوة في التصدي لجميع الكرات والجملة التكتيكية التي جاءت عن طريق محور ارتكاز الهجوم كابالا الذي حصل علي إنذار. يتغير الأداء مع بداية الشوط الثاني ويعلن حسن شحاتة عن شخصيته بين الشوطين ويعطي تعليماته بضرورة الضغط الهجومي وهو ما ظهر مع أول تغيير له بالدفع بأحمد رءوف بدلاً من محمد بركات البعيد عن مستواه تماماً، معلناً بذلك للاعبيه رغبته القوية في الضغط الهجومي كحل لمهاجم ثانٍ خلف عمرو زكي.. وبالفعل تنجح خطة شحاتة حيث ينشط الهجوم وتتضح ملامح الخطة بظهور الأطراف والوسط واستعاد تنظيم خطوطه كقاعدة لشن الهجمات المنظمة، ينشط أحمد رءوف الذي صنع فرصة من الناحية اليمني يتباطأ أبوتريكة في الانقضاض عليها من علي حدود منطقة الجزاء. لم ييأس الفراعنة وواصلوا زحفهم علي مويني حارس مرمي زامبيا وتشهد الدقيقة 70 أهم جملة تكتيكية في المباراة للفراعنة عندما استيقظ سيد معوض وصنع عرضية علي منطقة الجزاء ليهيئها إلي حسني عبدربه المندفع من الخلف ليسدد بقوة في سقف المرمي محرزاً هدف التقدم الوحيد، الذي تغيرت بعده مجريات المباراة تماماً، يهدأ الملعب ويتسرب اليأس لأصحاب الأرض، بينما يحصل الفراعنة علي ثقة لا محدودة كانت بإمكانها غزو مرمي زامبيا بجملة من الأهداف لولا سوء الملعب والطقس الحار الذي خاضوا فيه أحداث المباراة المصيرية. يضطر حسن شحاتة لعمل تغييرين متتاليين تبعًا لظروف وأحداث اللقاء كان الأول بإشراك أحمد عيد عبدالملك بدلاً من عمرو زكي في الدقيقة 79 وبعدها بأربع دقائق يشرك شريف عبدالفضيل بدلاً من أوكا المصاب. تغيير عمرو جاء لعدم فاعليته علي المرمي وأوكا بخلاف إصابته كانت الرغبة قوية لدي الجهاز الفني في تأمين قلب الدفاع لإراحة وائل جمعة وهاني سعيد المجهدين. تمر الدقائق ويحتسب الحكم التوجولي كوكو خمس دقائق دون أن تشهد أي جديد وينجح الفراعنة في الحفاظ علي نقاط المباراة الثلاث ومشاركة الجزائر في الصدارة برصيد 10 نقاط قبل لقائها المرتقب الليلة في الجزائر أمام رواندا في إطار نفس الجولة الخامسة.. لتبقي الحظوظ متساوية وقائمة ومرهونة حتي المواجهة المرتقبة بين مصر والجزائر في القاهرة يوم 14 نوفمبر المقبل في ختام التصفيات.