يوما بعد يوم ، تكتسب رياضة المشي المزيد من الأتباع والممارسين،فبالإضافة إلي فوائده الجسدية مثل تقليل الوزن وتحسين الهضم والمحافظة علي الرشاقة والوقاية من أمراض القلب ، يساعد المشي أيضا علي الهدوء النفسي والتواصل مع الطبيعة، ولا يحتاج المشي إلي تعلم تقنيات خاصة،ولا أدوات مكلفة، كل ما يلزمك هو جسدك وما تيسر من الوقت والمكان. ويعتبر كتاب فريديرك جرو "المشي..فلسفة "، دعوة لإعادة اكتشاف المشي، حيث يري المؤلف في هذه الحركات التي يتعلمها الإنسان في أعوامه الأولي عملا فلسفيا، بل وخبرة روحية . ويحاول لأول مرة، وبطريقة فريدة،الربط بين المشي والفكر.. فعلي حد قوله قام العديد من الفلاسفة والشعراء والكتاب بالاستعانة بهذه الممارسة للخروج بأعظم الأعمال الأدبية والفنية وذكر بالأخص محاولات الشاعر الفرنسي ريمبو الدائمة للهرب،وسياسة غاندي للمقاومة،وجولات الفيلسوف كانط اليومية في كونينجسبرج، واعتقاد نيتشه بأن أصابع قدميه تسمع. ويؤكد جرو أن الإنسان سواء كان يسير هائما علي وجهه،أو يحج بطقوس دينية خاصة،فإن المشي الذي يمارسه أكثر من مجرد حركة ميكانيكية أو أداء رياضي،بل انعكاس لإيقاع الروح. الكتاب في حد ذاته نزهة متأنية في آفاق التاريخ والفلسفة ومحاولة ربطهم بالتحليل النفسي دون تكلف أو تعقيد، وفي النهاية ينصح المؤلف بقراءة كتابه أثناء...المشي.