ودع المنتخب الوطني بطولة العالم للشباب من دور ال16 عقب خسارته المذلة صفر / 2 من كوستاريكا احرزهما مينيا في الدقيقة 21 ويورنيا في الدقيقة 88 في المباراة التي جمعتهما علي استاد القاهرة أمس في واحدة من أسوأ مباريات الفريق الوطني في البطولة. واصل التشيكي ميروسلاف سكوب المدير الفني للمنتخب الوطني تخبطه وعدم إدراكه لقدرات وإمكانيات الفراعنة الصغار الهائلة التي أثبتت بمرور مباريات البطولة حاجتهم الشديدة لمدير فني بحق، لديه من الفكر والعقلية القادرة علي استيعاب وقراءة أبسط فنيات المستطيل الأخضر التي عجز سكوب عن فهمها حتي الآن، فكان الفشل الذريع مصيره.. فلم يكن كفؤًا في إعداد اللاعبين بدنيا وفنيا قبل البطولة ولا فنيا في عملية إدارة المباريات .. وبات عامل هدم قويا في صفوف منتخب الشباب الذي ضل الطريق مبكرًا بسبب غياب الوعي لمدربه الأجنبي الذي تفرغ لافتعال المشاكل والأزمات مع جهازه المعاون في الدور الأول بدافع الرغبة في السيطرة والظهور الاعلامي .. فلم يكد الفريق الوطني يستعيد نشاطه وعافيته عقب الانتصار الضخم والكاسح علي إيطاليا والتأهل عن جدارة واستحقاق كأول المجموعة الأولي ليفاجئ سكوب الجميع بتفانينه وتعديلاته الهدامة بإشراكه لثنائي قلبي الدفاع أحمد حجازي وصلاح سليمان رغم غيابهما عن آخر مباراتين للإصابة دون مراعاة لتألق كابتن الفريق معاذ الحناوي، لم تتوقف "الفذلكة" الكروية للتشيكي المجهول عند هذا الحد بل امتدت إلي العبث في أهم الخطوط باستبعاد عفروتو لأول مرة منذ انطلاق البطولة بدعوي ادخاره كطاقة لمجريات المباراة مع نجم مباراة إيطاليا أحمد فتحي "بوجي" ويلعب بمحمد طلعت مهاجم واحد صريح، فيما يعكس طموحه البسيط كمدرب.. فلم يقدر رغبات وأحلام الجماهير الغفيرة التي احتشدت مبكراً في استاد القاهرة واصرارها علي حسم اللقاء مبكراً علي أن تكون هي الفعل وليس رد الفعل كما أراد وفعل سكوب، فكان التشكيل هزليا وداعيا للسخرية بالدفع بالرباعي صلاح سليمان، وأحمد حجازي وعلي العربي وإسلام رمضان في خط الظهير أمام الحارس الأساسي علي لطفي، يعاونهم في الوسط شهاب الدين وهشام محمد وحسام حسن وأحمد شكري كحائط صد في حالة الدفاع ومساندة للهجوم الذي قاده محمد طلعت وفقاً للخطة النظرية. عمليا وعلي المستطيل الأخضر لم تظهر ملامح واضحة للفريق الوطني، فلم تكن هناك أجنحة علي الأطراف لا في الدفاع ولا في الهجوم، وعن خط الوسط فحدث ولا حرج.. اختفت بل انعدمت معالمه تماما في الدفاع والهجوم علي حد سواء، فكانت المحاولات الفردية هي السمة الأساسية للفريق ليس لمحمد طلعت الذي افتقد المساندة الهجومية فحسب وإنما لمحاور صانعي الألعاب أحمد شكري وحسام عرفات الذي يحتسب لهما مع هشام محمد وإسلام رمضان شرف المحاولة فقط. لم تمر دقائق معدودة وكشر منتخب كوستاريكا عن أنيابه مستغلاً تنظيم دفاعه المهلهل قدر الإمكان كنقطة انطلاق لهجماته المرتدة السريعة التي نجح في استثمارها مينيا صاحب الهدف الأول في الدقيقة 21 من ضربة رأس صاروخية إثر متابعة ضربة حرة غير مباشرة حصل عليها الفريق من أحد الهجمات المرتدة المنظمة. يزداد الارتباك في صفوف الفراعنة وتتوالي أشباه الفرص التي لاحت للفريق عن طريق صلاح سليمان وأحمد شكري الذي ابتعد عن مستواه في لقاء إيطاليا وكذلك حسام عرفات الذي حصل علي إنذار نتيجة عشوائيته في الأداء ركز مهاجمو كوستاريكا علي الهجمات المرتدة المنظمة التي جاءت معظمها ناجحة إلي أبعد الحدود. يدخل الفريق الشوط الثاني دون جديد باستثناء زيادة الإحباط وعدم الثقة التي نالت من اللاعبين نتيجة خمول وعدم مبالاة الجهاز الفني وتحديدًا مديره الفني ميروسلاف سكوب الذي من المفترض أن يكون الباعث الأول لطاقاتهم واشعال الحماس في نفوسهم. في المقابل يزداد الضيوف ثقة غير عادية ويشكلون في الدقيقة 50 أول فرصة حقيقة في الشوط عن طريق مدريجال المنفرد لكنه يطيح بها خارج المرمي. لم يكن هناك أدني تفكير أو شكًا في الدقيقة 52 في الدفع بعفروتو وبوجي بدلاً من أحمد شكري وحسام عرفات وبعدهما مصطفي جلال بدلاً من هشام محمد لدعم الهجوم لكن دون جدوي حيث جاءت المحاولات غير مجدية. بعد أن تكتل منتخب كوستاريكا أمام مرماه فضلاً عن يقظة حارسه العملاق في البنيان، وجاءت الفرص كلها من متابعة عفروتو لجميع الركنيات والضربات الحرة التي نتج عنها فرصة قوية في الدقيقة 78 لمصطفي جلال من ضربة رأس من ركنية لتخرج بعيدة عن المرمي. يرتبك الملعب وينتج عنه سلسلة من الإنذارات للاعبي الفريق عفروتو وبوجي وعلي العربي علي التوالي حتي جاءت الدقيقة 88 لتشهد الهدف الثاني بأقدام يورينا ليقضي علي الآمال تمامًا ويطلق بعدها الحكم النمساوي توماس ألن فيير صافرة نهاية المباراة ملعنًا فوز وتأهل كوستاريكا لدور الثمانية علي حساب أصحاب الأرض. فيما حاول سكوب تهدئة الغاضبين بالاعتراف بالمسئولية، قائلاً في المؤتمر الصحفي أن المنتخب لم يكمل هجمة واحدة صحيحة طوال ال09 دقيقة، وخطفتنا كوستاريكا بهجمتين مرتدتين، رغم أنه توقع هذا الأسلوب وحذر اللاعبين منه وطالبهم بالتأمين الدفاعي، وكان اعترافه ضمنيًا لا مباشرًا حيث قال إنه انطلاقًا من تحمل المدير الفني لأي هزيمة لفريقه فإنه يتحمل خروج مصر من المونديال رغم الأخطاء التي تكررت من اللاعبين في كل المباريات التي لاعبوها وهي بالطبع مسئولية فردية.