اللواء فتحي هلال كان برتبة ملازم عندما دقت الحرب طبولها رسم لنا بطولات حققها الجنود لتحرير الأرض، يقول: كنت ضمن جنود قطاع لواء النصر بقيادة لواء أركان حرب عادل سليمان يسري وكان دورنا السيطرة علي الطريق رقم 1 عرضي بعد عبور القناة، وحدث ووصلنا لتلك النقطة ففاجأتنا جحافل الدبابات الإسرائيلية بظهورها دون أن نعتد لذلك، فما كان من المجند سعيد خطاب إلا أن صنع من نفسه لغما بشريا بما لديه من ألغام ضمن عتاده الحربية وألقي بنفسه أمام سرب الدبابات التي كانت تتحرك علي الطريق لتفسد ما أنجزناه لتفسد هي للأبد وينتهي سعيد للأبد ليكون أول شهيد بعد عبور القناة! حرب شرسة بين الأفراد والدبابات الإسرائيلية دارت رحاها بالكتيبة.. تفاعل معها المدنيون من المزارعين في الأراضي المحيطة بالمواقع في نقل العتاد والأسلحة وإخفائها غرب القناة، وفي 8 أكتوبر اشتبك الجنود المصريون مع الدبابات بالأسلحة الخفيفة وما كان من الدبابات سوي الهرب تاركين دباباتهم لتنضم لأسطول الجيش المصري بقيادة جنوده، كما دعم الكتيبة وجود صائد الدبابات عبدالعاطي، ولم يكن هذا اليوم هو الوحيد للاستيلاء علي الدبابات بعد هروب قائديها، فقد شهد يوم 11 أكتوبر هو الآخر يوما مماثلا إذ كررت كتيبة إسرائيلية سيناريو هرب زملائهم أمام كتيبتنا بالأسلحة الخفيفة وكانوا منعمين بالأطعمة التي كانت معهم في الدبابات من الخضر والفاكهة والحلوي. ومن المفارقات كما يقول اللواء فتحي أنه كان لدي الجيش الإسرائيلي مدفع اسمه أبوجاموس قاطع طريق دوره ينحصر في منع القوات المصرية من التقدم وكان يعمل ليلا وفجأة توقف صوته واعتقدنا أنها خدعة إسرائيلية فصعدنا لاستكشافه لنكتشف اشتعاله وتوقفه عن العمل ليسمح للقوات المصرية بالتقدم. يومان مازالت أصداؤهما في عين وذهن اللواء فتحي.. انقطعت قدم اللواء عادل يسري في السادس من أكتوبر إثر طلق ناري فأمسكها بيده واستقل الدبابة الخاصة به ليدير عمليته الحربية، والثاني يوم 19 للمجندين المتشابهين في الاسم علاء وكان دورهما واحدا كما كان اسمهما واحدا.. كانا قناصين طاردا هجوما إسرائيليا بالدبابات حتي هربوا جهة الشرق ولم يتركوهم إلا بعد أن اقتنصوهم واحدا تلو الآخر، ثم عادا وحفرا لنفسيهما حفرة ليبيتا ليلتهما فيها فتتبعتهما عيون الجيش الإسرائيلي وقتلوهما بدانة مدفع ليستقر الاثنان في حفرتيهما في مصير واحد وينقلا بعدها لمقابر الشهداء بالإسماعيلية. ولم يكن الأهالي في الريف المصري بمنأي عن الأحداث حيث سجلت قرية جلفينا في مركز بلبيس بالشرقية اصطياد فلاحي القرية لطائرة إسرائيلية وأسر قائدها علي مهبط للطائرات مازال قائما حتي الآن، ويستغله الشباب في مباريات كرة القدم كل يوم جمعة ليظل شاهدا علي الحدث.