بعد انتظار دام ما يقرب من 18 شهراً يعقد حزب التجمع اليوم لجنته المركزية الأولي بعد انتهاء المؤتمر العام السادس وسط حالة من استياء عدد من قيادات بيت اليسار نتيجة تأخر اجتماعها أكثر من مرة! وعلي الرغم من تضخم المشكلات التي تنتظر الاجتماع إلا أن توقعات القيادات التجمعية صبت في خانة الهدوء النسبي وإحالة أي من القضايا الشخصية جانباً حفاظاً علي تماسك الحزب ورغبة في الابتعاد عن تجديد الخلافات والتي يتصدرها الحريري الذي تكاد القيادات تجمع علي التخلص منه! وتري أمينة النقاش نائب رئيس الحزب أن التعصب في العمل الحزبي خلال الفترة السابقة هو السبب الرئيسي في جميع الخلافات التي ظهرت مؤخراً وأن القيادات تسعي للتوصل إلي مشتركات بين الأطراف المختلفة لحل هذه الخلافات بشكل ودي غير عدائي وغير عدواني، خاصة فيما يتعلق بمشكلة أبو العز الحريري! وتوضح النقاش أن هناك قراراً من الأمانة العامة بتجميد نشاطه وأي محاولة لحضوره اجتماع اللجنة المركزية تعد خرقاً لهذا القرار وحتي في حالة حضوره سيتطلب أمر مناقشته موافقة ثلث أعضاء اللجنة، لافتة إلي أن مشكلة الحريري ليست شخصية بينه وبين رئيس الحزب وانما ترجع لقيامه بالإساءة لزملائه في المحليات فاصبحت مشكلة مع كوادر جديدة في الحزب لما اظهره الحريري من عداء بالتشكيك في نزاهة قيادات الحزب واطلاق الشائعات حولهم مما يمكن اعتباره نوعاً من السلوك غير المقبول في الحزب. وفيما يتعلق بمناقشة التقارير الحزبية الثلاثة تؤكد النقاش أن أغلب أعضاء اللجنة المركزية لديهم انتقادات وملاحظات عليها علماً بأن المطلوب هو النقد من أجل التطوير فالحزب يعاني من توقف العمل الجماهيري نهائياً، بالإضافة إلي مصادر تمويل انشطة الحزب والتي تؤثر بشكل أساسي علي عمله الجماهيري. وتقول النقاش إن قبل كل لجنة مركزية تكثر الشائعات والأقاويل وتراهن علي احساس الأعضاء بالمسئولية وحرص العناصر التجمعية علي وحدة الحزب ورغبتهم في النجاة من أي انشقاق قد يؤثر علي مستقبل الحزب ومسيرته. لا يتوقع سيد عبد العال الأمين العام للحزب حدوث أية مفاجآت خلال الاجتماع وسيتم مناقشة ما ورد في جدول أعماله للوصول إلي وجهات نظر متوافقة، لافتاً إلي أنه لا يجوز حضور أبو العز الاجتماع وفقاً لقرار الأمانة العامة أو القاء كلمة ولا مجال للتراجع عن هذا الأمر. ويؤكد عبد العال أنه لا يوجد اتجاه لسحب الثقة من أي قيادة تجمعية كما ورد علي فريدة النقاش رئيس تحرير الأهالي لأن هذا يتطلب أن تضعه الأمانة العامة علي جدول أعمال اللجنة المركزية، ويتوقع أن ينتقد بعض الزملاء تأخر موعد الاجتماع وعلي القيادة الحزبية ممثلة في رئيس الحزب والأمين العام توضيح الأسباب في حالة السؤال عنها أو عدمه. ويتوقع عبد الله أبو الفتوح أمين المتابعة والاتصال أن ينتهي الاجتماع بهدوء تام لأن الأوضاع ليست بالخطورة التي صورتها بعض وسائل الإعلام إلي جانب وجود اتجاه قوي داخل الحزب لتخطي اية مشكلات وخلافات وتنحية الصراعات جانباً. ويشير أبو الفتوح إلي أن الاهتمام ينصب فيما يتعلق باساءة الحريري المتكررة للحزب ورموزه وقياداته والرغبة في اتخاذ موقف تجاه ما يقوم به، معتقداً أن الاتجاه الأغلب يتجه لفصل أبو العز نهائياً من الحزب وذلك استناداً لرغبة 111 قيادة من اللجنة المركزية ومطالبتهم بالفصل لما قام به من اتهام أعضاء الحزب في المحليات أنهم مباحث ومزورون وما بدر من إساءات متكررة عبر وسائل الإعلام المختلفة واستمراره فيها بدون توقف رغم مطالبات الحزب! بالإضافة إلي وجود 21 عضواً منهم 14 من أعضاء اللجنة المركزية يعتبرون أن الحريري عبر عن آرائه السياسية فقط ووجهة نظره تجاه الأداء الحزبي وتري ضرورة رفع العقوبة عنه ولكنه أقلية أمام اتجاه المطالب بفصله وتجري المشاورات حول كيفية التصرف معه يرفض أبو الفتوح استمرار أبو العز في الإساءة للحزب وقياداته في الفضائيات مما يمثل خروجاً عن قواعد الحزب مؤكداً عدم وجود أية نية لسحب الثقة من فريدة النقاش لمجرد مشكلات قد تمر بها أية جريدة. ويشير نبيل عتريس عضو المكتب التنفيذي إلي أن الحزب لديه أمور أهم من مشكلة أبو العز الحريري الفرعية وأن أعضاء اللجنة المركزية علي علم ودراية فلن يأخذ الموضوع أكثر من اهميته وسيتم التركيز علي مناقشة التقارير الحزبية وأعمال توجهات المؤتمر العام الأخير. ويري أن الخلافات موجودة داخل كل حزب ومن المتوقع أن تتواري الخلافات التجمعية بعض الشيء داخل الاجتماع لوجود خطة عمل للابتعاد عن الخلافات الشخصية والاهتمام بالقضايا الرئيسية وستكون هناك محاولات لمنع عرض أي مشاكل صغيرة ليتم تأجيلها بعد اجتماع اللجنة المركزية. ويتوقع عتريس حضور أبو العز الحريري ومحاولته انتزاع الكلمة مما قد يثير حفيظة أعضاء اللجنة المركزية ولكنه يثق أن الجميع مهموم بعد 18 شهراً من المؤتمر العام الأخير بمناقشة القضايا المهمة من خلال ابداء بعض الملاحظات علي التقارير الحزبية مما يؤكد أن الحزب حي ومازال يعمل من أجل التطوير. ومن جانبه اعتبر نبيل زكي المتحدث الرسمي باسم التجمع أن فصل الحريري لا قيمة له فهو لا يقدم أو يؤخر في شيء داخل الحزب وهناك ما هو أهم.. فمن اللازم أن تدعم اللجنة المركزية وحدة الحزب التي باتت غائبة وجماهيريته وأن لا تدعه يمر ويبقي الوضع كما هو عليه ومناقشة المواد اللازم تغييرها في لائحة الحزب. وأوصي زكي بعدم الالتفات للمشاكل الفردية والاهتمام بالاستعداد للالتحام مع الجمهور، خاصة خلال انتخابات الشعب المقبلة داعيا قيادات الحزب لاتخاذ مواقف صارمة تجاه كل القضايا التي تعرقل أداء الحزب مثل حلوان ومثل أزمة الحريري ومصر القديمة. ودافع د. حمدي عبدالحافظ القيادي بلجنة الحزب بأسيوط عن الحريري الذي اعتبره يدافع عن حقه الشرعي وخاصة في وجود محاولات مستميتة من قيادات الحزب في القاهرة بمنعه من حضور الاجتماع لتمرير قرار فصله بدون مشاجرات، موضحًا أن هناك قوي داخلية معارضة عن الحزب اتفقت ضده! واستنكر عبدالحافظ إصرار قيادات الحزب علي موقفهم هذا بينما قدم الحريري ما يشبه الاعتذار معتبرًا أن القيادات التي تقوم بتحجيم قضية الحريري تستهدف في المقام الأول التشويش علي قضايا أهم داخل الحزب . ويوضح التقرير الخاص بأداء جريدة الأهالي المنتظر مناقشته والذي حصلت روزاليوسف علي نسخة منه أوجه القصور والمشكلات التي تمر بجريدة الأهالي لسان حال الحزب وأهمها الأزمة المالية التي تفاقمت الفترة الأخيرة وخسارة الجريدة لعدد كبير من الصحفيين ذوي الأداء الجيد بينما أقر التقرير، خفوت الأداء الاشتراكي وإخفاق الجريدة في إبراز القيادات الجديدة في الحزب وانخفاض سقف النقد للنظام الحاكم كجريدة حزبية معارضة بالإضافة للبرودة التي تعاني منها مانشيتات الجريدة!