عادة ما تكون (الأولي) في مجالات كثيرة أفضل من (الأخيرة)، ففي الدراسة مثلا يكون الأول أفضل بكثير من الأخير.. أما في مجال الصحافة فتكون الطبعة الأخيرة أفضل بكثير من الأولي، لأن أخبارها (طازة) وأخبار الطبعة الأولي (بايتة) بالتعبير المصري.. ومن دون شك تصدر الطبعة الثانية فتلغي الأولي ولا يصبح لما فيها من أخبار أي معني.. مما يعني أنه في عالم النت لا يصح أبدا أن تصدر الطبعة الأولي مساء ويشتريها الناس في الصباح.. تقود تلك المقدمة الطويلة إلي أنه من غير المعقول ولا المقبول أن توزع جريدة الأهرام طبعتها الأولي علي كل محافظات مصر المعمورة ليقرأها الناس في الصباح فيجدون عنوانا مثل: (وقد التقي فريقا كذا وكذا بالأمس في مباراة تنافسية قوية) وهم قد شاهدوا المباراة التي انتهت قبل العاشرة ويعلمون نتيجتها.. أو يقرأون خبرا مثل (جولة فاصلة بين فاروق حسني وبوكوفا لرئاسة اليونسكو) صباح الأربعاء علي أول صفحة وأول خبر.. وهم يعلمون منذ مساء الثلاثاء بنتائج الجولة ونهاية المعركة.. أن يقرأ الناس في طنطا والمنصورة والزقازيق ودمنهور والفيوم وبني سويف أخبارا (بايتة) وهم يبعدون عن القاهرة مصدر الجريدة بساعات لا تصل إلي عدد أصابع اليد الواحدة، غير معقول.. ربما يحتاج نقل الجريدة إلي أسوان أو مطروح ساعات طويلة فيصعب أن ترسل لهم غير الطبعة الأولي أما أن نرسل إلي المحافظات القريبة طبعة أولي فهذا غير مقبول.. وإذا امتنع الناس عن شراء الجريدة فمعهم حق.. وحتي لو كانت الجريدة تحتوي علي غير ذلك من التحقيقات المهمة والمقالات العظيمة والأخبار المختلفة التي تتواجد علي صفحات الطبعة الثانية - وهذا حقيقي، إلا أن الصفحة الأولي وأخبارها القديمة تعطي انطباعا أوليا بعدم جدوي اقتناء الجريدة من ناحية، وبعدم اهتمام الجريدة بقاطني المحافظات ممن ترسل لهم طبعتها الأولي من ناحية أخري.. خاصة إذا كانوا يجدون الصحف الأخري وقد امتلأت بالأخبار الأحدث!! يقولون إن الطبعات التالية للطبعة الأولي يتم توزيعها علي المحافظات ولكن ما يحدث في الحقيقة أن نسخا محدودة جدا من الطبعة الثانية لا يتعدي وصولها بائعي الصحف في محطة القطار هي التي تخرج من القاهرة.. وغالبا ما يكون من اشتري الصحف قد اشتري الطبعة الأولي بالفعل ولن يشتري طبعتين من جريدة واحدة في اليوم نفسه.. كما أنها تصل متأخرة لتعود في القطار التالي دون أن يباع منها شيء.. ما الحل؟ الحل بسيط وهو أن نلغي الطبعة الأولي وتصدر الجريدة في آخر اليوم أو بعد انتهاء اليوم وتسافر إلي المناطق البعيدة بالطائرة وإلي المناطق القريبة بالقطارات وتصل بأخبار (طازة) إلي كل القراء.. وإلا سيتحول القراء إلي النسخة الالكترونية ويزهدون الورقية، وإن كان الكثيرون من قراء الصحف لا يزالون يفضلون الجريدة المطبوعة ويحبون أن يقرأوها في ترحالهم أو في بعض أوقات فراغهم أثناء العمل..