عزيزي القارئ كل عام وأنتم بخير وجميع المعارف والأهل والأصدقاء وهيئة التحرير بل والطبع والتوزيع أيضا، وليس هذا من قبيل تحصيل الحاصل عفوا ولكنه من قبيل التواصل بين أفراد الأسرة التي تجمع هذا العمل الرائع دون تحديد الأشخاص والأسماء والمناصب، ولكن تحصيل الحاصل قد يكون في التعليق علي ما صدر عن أجهزة الإعلام وعلي رأسها السيد المحترم جهاز التليفزيون، والنقد لما دار خلال أيام وليالي الشهر الكريم التي كتب فيها من هم أفضل من شخصنا المتواضع في تحليلاتهم وآرائهم ويكاد يجمع غالبيتهم علي نفس النظرة المتعقلة نحو الغثاء الذي أصابنا في هذه الأيام المفترجة من كل عام التي زادت علي الحد فانقلبت إلي الضد. كما قلت من قبل، الإعلانات كثيرة وكثيفة يغلب عليها آفة الإلحاح الممل المؤدي إلي رفض المعلن عنه والقائمين عليه رغم وجود نوعية جديدة من الإعلانات مثل تلك التي قدمها المعلنون عن المشروبات الغازية ومن تحصيل الحاصل ما قيل حول ميزانيات المسلسلات هذا العام وقد بلغت مليار جنيه تم استهلاكها في شهر رمضان ومعها مليار جنيه من الطعام - يا دين النبي - ملياران من الجنيهات للأكل والتسلية خلال - شهر الصيام - شهر رمضان ونشكو تدهور المرافق وجبال القمامة بل نشكو زيادة أعداد المتسولين في الشوارع وساكني القبور والخرابات أيضًا، ملياران من الجنيهات في شهر لو أضفنا لهما مليارين من مصاريف العمرة لكانت كافية لكي نقضي علي البطالة وأزمة الإسكان ولكان الأجر مضاعفا أمام أعيننا بدلا من التدين المغشوش. المسلسلات لا تعد ولا تحصي ويشاع أنها تجاوزت الخمسين مسلسلا عدا برامج الحوار الجديدة والمستعملة أي المستمرة والرمضانية، المحلي منها والمستورد رغم أنني دائما في صف كل ماهو مصري أومحلي مهما كانت درجة الجودة . وطبقا لقواعد النقد التي قرأت عنها ضمن ما قرأت فلنبدأ بالأفكار أولا ثم القصة والسيناريو ثم الحوار والحركة ولا مفر من نقد الصوت والصورة بالكاد تمكنت من التقاط بعض الحلقات من بعض المسلسلات لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة، علي سبيل المثال مسلسل ابن الأرندلي فكرة سيئة مبنية علي الطمع في المال وفي من يحوزه مع تخطيط مستمر للابتزاز والنصب والاحتيال بين كل المحيطين بصاحب القصر والملاك والعقارات والأسهم والسندات والنقود السائلة والمتجمدة في مختلف البنوك في مقابل كم هائل من البخل والشح وهي فكرة بالية من الفانتازيا الركيكة، الصوت كان رديئا جدا حيث لم يتمكن السيد المهندس من التوفيق بين صوت الفخراني والحوارات الهامسة له وبين ما يصل للبيوت. قاتل بلا أجر مؤلف لا يدري شيئا عن الطب والقانون وعن العيش في القصور وفي الخارج وعن كيفية إدارة الصراع بين المتناقضات بل يعتمد علي هشاشة الفكرة والحوار بين المراهقين والمراهقات من الصغار والكبار وهو أيضا مسلسل من نوعية اللامعقوليزم المصري الكئيب،كذلك مسلسل أفراح إبليس من سوريا كانت الفكرة ممجوجة ومستهلكة ولا تبعد كثيرا عن قضايا الثأر في الصعيد مع كل ما نعرفه عن اللهجة الصعيدية بنكهة ماسبيرو أو مدينة الإعلام وبالملابس الصعيدية التي هي سبع طبقات وشال عدا العباءة والرشاش والعمامة الكبيرة، أي أن المخرج يدور في فلك التقليد القديم في الملابس والديكور غير المتناسق مع أهل الصعيد الجواني ولا الحوار الزاعق في كل مشهد. أما مسلسل الباطنية فهو فكرة مستهلكة تم توظيفها في أكثر من عمل في السينما وقبلها الإذاعة منذ عصر المعلمة سمارة والمعلمة فتحية والمعلم محمود إسماعيل ملك الترسو، تلعب المخدرات دورا رئيسيا في عقل المؤلف حتي يشرك الجمهور في نفس حالة الغيبوبة الفنية الدرامية المهلبية التي قام بنحت السبوبة بكل سهولة وبساطة وبلاهة، ولقد وقعت الأخطاء في الديكورات المستخدمة في العمل التي لا تتفق مع ذوق تجار المخدرات وطبيعة قاع الأحياء الشعبية، قصور مليئة بالتحف واللوحات والفازات والسجاد والأثاث الفاخر الذي يوجد لدي باشوات حزب الوفد في الماضي السحيق؟!. السيرة الذاتية في مسلسل ليلي مراد كانت معقولة من حيث الاستعانة بالتاريخ القريب لشخصية محترمة ومحبوبة من أهل زمانها وحتي اليوم ولولا ما أوضحه السيناريو عن ديانتها الأولي وعن الأقلية اليهودية لكان كثير من الناس يخلط بين يهود مصر المصريين وبين الصهاينة من يهود إسرائيل، الإضاءة كانت مليئة بالأخطاء الفنية بدعوي التصوير في الماضي وليس معني ذلك الضوء الخافت مع الديكورات الداكنة ؟! أما مسلسل إسماعيل يس فكان معقولا حيث كتبه واحد من أسرة الابياري واجتهد اشرف عبد الباقي في تشخيص روح الكوميديان الراحل التي جمعت بين الفكاهة وبين مشاكل الحياة، ثم يأتي مسلسل تاجر السعادة وكان من المسلسلات التي تقوم فكرته علي قصاصات الصحف بما فيها من أخبار وحوادث يقوم المؤلف بمعاملتها معاملة الفطاطري لقطعة العجين الصغيرة التي يفردها باليد مرة وفي الهواء مرات ولكن في النهاية يبلعها الزبون. المسلسل يحمل مئات الأمثال الشعبية المنسية والمبتكرة كما يحمل قدرات الممثل العالية عدا عيوب في تسجيل الصوت الذي تكرر في معظم الأعمال، وهناك مسلسلات تستوجب أن تلقي ما تلقاه بوش في مؤتمر صحفي في بغداد أي فردتي حذاء لمواطن سار في شوارع الجيزة بما فيها من قمامة وطفح المجاري، تلك المسلسلات منها علي سبيل المثال ما قدمه الفؤش الماسخ عديم القصة والحوار والتمثيل وكل عناصر العمل الفني وتلك السقطة الفنية تحتاج لمصنع كامل من مساحيق الغسيل لمدة عشرة أعوام علي الأقل حتي يضيع أثرها من ذهن الناس أو يعتزل ذلك الفؤش، أما الكلام عن البرامج الحوارية وباقي المعروضات فلهذا حديث آخر.