واحد من أشهر الكتاب الجدد، الذي قاد حركة جديدة في الكتابة أفرزت عدة كتب تحمل عناوين غريبة، غير التقليدية، تقترب من لغة الشباب وتتناول قضاياهم، برؤي عصرية ولغة مغايرة، إنه محمد فتحي صاحب: "ليك شوق في حاجة" و"مصر من البلكونة" و"بيض بالبسطرمة" و"نامت عليك حيطة" الذي اشترك فيه مع الكاتبة نهي محمود وغيرها. كيف بدأت مشوارك مع الكتابة؟ - بدأت الكتابة من خلال سلسلة "مجانين" الساخرة، التي كان يشرف عليها أديب الشباب المعروف د.نبيل فاروق، وبعدها بدأت النشر المنفرد من خلال رواية قصيرة بعنوان "شيء من الحب" ثم أصدرت كتابا ضم مقالاتي التي نشرتها في جريدة "الدستور" وعدد من مواقع الإنترنت بعنوان "ليك شوق في حاجة"، إضافة للمجموعة القصصية "بجوار رجل أعرفه" عن دار "ميريت"، ومؤخراً صدر لي كتاب "مصر من البلكونة" الذي طبعت منه أربع طبعات حتي الآن، في أقل من عام، إلي جانب كتاباتي أعمل مدرساً مساعداً بكلية الآداب قسم الإعلام جامعة حلوان. ماذا تمثل لك الكتابة في أكثر من نوع وشكل أدبي؟ - هي تحد، وتأكيد لمقولة أؤمن بها وهي أن الكتابة إما جيدة وإما رديئة، بغض النظر عن التصنيف، فالكاتب الجيد يجيد في كل ما يكتبه، صحيح أن درجة الإجادة قد تختلف لكنها تظل موجودة، ولذلك حاولت أن أكتب في أكثر من مجال. ما سر عناوينك الغريبة "نامت عليك حيطة" و"ليك شوق في حاجة" و"بيض بالبسطرمة"؟ - أنا قادم من خلفية صحفية تؤمن بأن "الجواب بيبان من عنوانه"، وأن حرفية العنوان تلعب دوراً كبيراً في إقبال شباب هذا الجيل تحديداً في اختيار ما يمكن أن يقرءونه، ومع ذلك فالعناوين معبرة عن محتواها، وليست لمجرد الفرقعة، ف"نامت عليك حيطة" كتاب عن الذكريات، ودعوات الأمهات، والطفولة التي غادرناها ولم تغادرنا، و"ليك شوق في حاجة" كتاب مقالات يتحدث في مختلف الموضوعات والقضايا المهمة من وجهة نظري، و"بيض بالبسطرمة" رواية أعكف علي كتابتها حالياً، تتميز أيضا بلغتها البسيطة السهلة التي لا تختلف عن لغة كتاباتي الأخري. ماذا أردت أن تقول في "مصر من البلكونة"؟ - الكتاب يتناول مصر من منظور شاب يقف في بلكونة بيتهم، وهي نظرة لا تدّعي التحذلق، وفي الوقت نفسه لا يمكن اعتبارها سطحية، فقد تحتمل الصواب وقد تحتمل الخطأ، لكنها تظل نظرة شاب من جيل يري مصر بعيون مختلفة، وقد حقق الكتاب نجاحاً كبيراً حتي الآن، للدرجة التي جعلت البعض يفاتحني في ترجمته. لماذا اخترت مستوي لغوياً في كتاباتك يكاد يقترب من العامية؟ - ربما لأنني أكره تماماً الكتاب الذين يتعالون علي قرائهم، وأنا بصراحة واضح جداً فقرائي من الشباب وأنا واحد منهم كذلك، ولذلك سأكتب بهذه اللغة. ثم يجب أن تلاحظي أن هذه اللغة ليست سُبة وليست بذيئة، ولا يجب أن نتعامل معها كلغة مختلفة، فهي في النهاية لغة صحفية، لكنها أكثر تبسيطاً لكي تناسب قارئ هذا الزمن. ما تعليقك علي الحالة الثقافية والأدبية في مصر الآن؟ - أراها ميتة يحاول الجميع إنعاشه بقبلة الحياة، وبين الحين والآخر يفتح عينيه ويبتسم، لكنه لا ينتهي به الموقف حيا أو ميتا، هكذا أراها بالضبط. كيف تري العلاقة بين أبناء الجيل الجديد من الكتاب؟ - جيلي تحديداً أكثر من يتآزر لمساندة بعضه، لكن ليس في الباطل، يعني الأسماء التي سأذكرها لك موهوبة وهم بالفعل أصدقاء ويساندون بعضهم البعض بشكل أو بآخر، ففي القصة والرواية ستجدي أسماء مثل: أحمد العايدي ومحمد علاء ومحمد صلاح العزب وطارق إمام وهاني عبد المريد ومحمد الفخراني ونهي محمود وشريف عبد المجيد، وفي الشعر ستجدي: سالم الشهباني ومحمد أبو زيد وزيان وزيري، وفي الكتابة الساخرة: تامر أحمد وأشرف توفيق وهيثم دبور ومحمد هشام عبية وغيرهم، إلي الآن لم تدخل المحسوبية عند هذه الأسماء تحديداً. ما طبيعة العلاقة بين جيلكم وجيل الستينيات الذي لا يقتنع بعضهم بأدب وأدباء اليوم؟ - الذي لا يقتنع من حقه فهو ابن تجربة مختلفة، والبعض منهم لا يريد التواصل مع الأجيال الجديدة لأنه يعتبرهم حبة عيال في دور أحفاده ويتعامل معهم بالسن وليس بالموهبة، وهي حسابات تلائم العاملين في هيئة الآثار وليس الأدباء والنقاد المحترمين، لكن هناك أسماء عظيمة ومهمة تتواصل معنا وتقرأ لنا وتنصح وتوجه وتتابع. من خلال متابعتك للحياة الثقافية والأدبية ما رأيك في الجماعات الأدبية وهل تري لها جدوي؟ - إلي الآن هي بعض من يحاول إعطاء قبلة الحياة التي حدثتك عنها، لكن غياب التنظيم الجيد والتأثير الحقيقي يقصر من عمرها، وأمام هذه الجماعات زمن حتي يقارنوا بجماعات قديمة مثل أبوللو مثلاً. هل تكترث لرأي النقد المصري في كتاباتك وكتابة الآخرين؟ - لا أكترث ولا أهتم ولا أؤمن بوجود نقد مصري في الوقت الحالي، كما لا أؤمن بتأثيره، هم ديناصورات منقرضة علي رأي نبيل فاروق. ماذا ينقصنا لتقديم نظرية نقدية عربية؟ - أن نكف عن التنظير وما أطلق عليه "النفسنة النقدية"!!! ما هي مشاريعك الكتابية القادمة؟ - روايتي الأولي التي أعكف علي كتابتها هي "بيض بالبسطرمة"، إضافة لكتاب مقالات جديد سيحمل "أسم دمار يا مصر" ويصدر في معرض الكتاب المقبل بإذن الله