ورد إلي دار الافتاء سؤال يقول: ما أصل تسمية الأيام البيض بهذا الاسم؟ وهل منها الستة أيام من شوال كما يشاع بين الناس؟ ويجيب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية قائلا: الأيام البيض هي أيام الليالي التي يكتمل فيها جرم القمر ويكون بدرا، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي، سميت بذلك لأن القمر يكون فيها كامل استدارته وبياضه، فالبياض هنا وصف للياليها لا لأيامها، وإنما وصفت الأيام بذلك مجازا، وقد جاء تحديدها بذلك في الأحاديث النبوية الشريفة، منها: حديث جرير بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة رواه النسائي واسناده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري. أما الأيام الستة من شهر شوال فهي تلك الأيام من شوال التي ينُدب صيامها بعد شهر رمضان ويوم الفطر، لقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب الانصاري رضي الله عنه، لكن هذه الأيام لا تعرف بالأيام البيض في الاصطلاح الفقهي ولا الشرعي، إلا أن هذا الإطلاق الشائع بين الناس له وجه صحيح من اللغة، فإن الغرة في الأصل: بياض في جبهة الفرس، فيجوز تسمية البياض غرة والغرة بياضا علي جهة المجاز بعلاقة الحالية والمحلية، وقد سمي النبي صلي الله عليه وآله وسلم الأيام البيض بالغر فقال: إن كنت صائما فصم الغر أي البيض، رواه الإمام أحمد والنسائي وصححه ابن حبان، وسميت ليالي أول الشهر غررا لمعني الأولية فيها، وقيل: لأولية بياض هلالها، كما أن الغرة هي البياض في أول الفرس، ولعل في تسميتها بالبيض إشارة إلي استحباب صومها في غرر شهر شوال بعد يوم الفطر مباشرة.