البقرة من الحيوانات الثديية المجترة وجدت أصلا في الطبيعة سائبة بشكل وحشي، أستؤنست منذ زمن طويل، واستخدمت لأغراض شتي من جر العربة والمحراث وتدوير الطاحونة والرحي وإدارة الساقية وللاستفادة من لحمها وحليبها وجلدها وقد ذكرها الله في القرآن تفصيلا في سورة البقرة وهي أطول سور القرآن الكريم الحاوية علي الأحكام، سميت سورة البقرة بهذا الاسم لأنها تحتوي علي قصة البقرة وبني إسرائيل في عهد نبي الله موسي في الآيات من 67 إلي 73، بدأت بقول تعالي: وإذ قال موسي لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، وأصل قصة البقرة أن قتيلا ثريا وجد يوما في بني إسرائيل، واختصم أهله ولم يعرفوا قاتله، وحين أعياهم الأمر لجأوا لموسي ليلجأ لربه، ولجأ موسي لربه فأمره أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة، وكان المفروض هنا أن يذبح القوم أول بقرة تصادفهم، غير أنهم بدءوا مفاوضتهم باللجاجة، اتهموا موسي بأنه يسخر منهم ويتخذهم هزوا، واستعاذ موسي بالله أن يكون من الجاهلين ويسخر منهم، أفهمهم أن حل القضية يكمن في ذبح بقرة. وسورة البقرة هي أطول سور القرآن، وقيل هي أول سورة نزلت بالمدينة، إلا قول القرآن: واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله (البقرة: 281 فإنها آخر آية نزلت من السماء، ونزلت يوم النحر في حجة الوداع بمني، وآيات الربا أيضا من أواخر ما نزل من القرآن، وهذه السورة فضلها عظيم وثوابها كبير، عن النواس بن سمعان قالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: يؤتي بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله- صلي الله عليه وسلم- ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال: كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما، وعن أبي مسعود الأنصاري قال، قال النبي صلي الله عليه وسلم: الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه.