تفاعلاً غير مسبوق بين الجاليتين الإسلامية واليهودية تشهده مدينة بريستون في ولاية فرجينيا الأمريكية، حيث يستضيف معبد يهودي صلاة الجمعة، نظراً للإقبال الكبير علي الصلاة خلال شهر رمضان. ويبلغ عدد المصلين في صلوات الجمعة بالشهور العادية حوالي 4000 شخص ترتفع إلي 5000 في رمضان. فعلي بعد عدة أمتار من مسجد الجالية الإسلامية في مدينة بريستون، يؤدي المئات من المسلمين الصلاة في معبد يهودي مجاور، حيث تلتقي نسخ التوراة مع صناديق جمع الزكاة، ويصلي المسلمون ومن خلفهم جدران تطل منها رموز يهودية. إمام المسجد يقول إن إقامة الصلوات الإسلامية في المعبد اليهودي دلالة علي طبيعة العلاقة المميزة التي تربط المسلمين بغيرهم في الغرب، كما أن المعبد اليهودي لا يحوي مجسمات ولذا فهو أكثر ملاءمة للصلاة من أي مكان آخر.. فيما قال حاخام المعبد اليهودي إن التعاون مع المسلمين يتسق مع قيم الجالية اليهودية. ورغم الخلافات السياسية بين المسلمين واليهود، إلا أن التفاعل بين الجاليتين الإسلامية واليهودية في فرجينيا بلغ درجة غير مسبوقة، تمثلت في عقد ندوات للحوار بين الأديان، واستضافة المسجد حفل إفطار خلال عيد الفصح اليهودي. وفي تطور سابق، أكد عدد من علماء الأزهر وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية أخيراً أن أداء المسلم للصلاة في أي مكان سواء كان معبداً يهودياً أو كنيسة صحيح وجائز شرعاً شريطة طهارة المكان الذي تؤدي فيه الصلاة. من جانبها وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية هذا التصرف من المسلمين بأنه "تبادل ثقافي غير مسبوق".