تكبدت شركات الملاحة خسائر فادحة منذ بداية الموسم تأثراً بالأزمة الاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها علي حركة العمالة إلي جانب انتشار وباء انفلونزا الخنازير الذي أطاح بآمال الشركات في تعويض هذا العجز من خلال موسمي العمرة والحج خاصة بعد القرارات الحكومية الأخيرة التي تنظم إجراءات السفر للحد من انتشار الوباء في مصر. رغم اشتعال المنافسة بين شركات الملاحة للتغلب علي آثار الأزمة علي أعداد الركاب في بداية الموسم وصل إلي حد حرق الأسعار علي خط سفاجا - ضبا إلا أن انخفاض أعداد المعتمرين أجهض تلك المحاولات لتجنب الخسائر حيث يتوقع الخبراء أن خسائر تلك الشركات ستتعدي 60٪ مقارنة بالعام الماضي خاص أن تلك الخسائر قدرت بنحو 30٪ في بداية الموسم إلا أن ذروة العمل هي موسم العمرة والحج التي سيتوقع ارتفاع الخسائر مع الظروف التي تمر بها الموسم الحالي. قال اللواء ممدوح دراز رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر إنه لاشك أن الأزمة العالمية وانتشار مرض انفلونزا الخنازير سلباً علي أرباح شركات السياحة والملاحة التي تعمل في مواني البحر الأحمر مؤكداً أنه لا يمكن تقدير حجم هذه الخسائر قبل انتهاء الموسم وإن كانت المؤشرات المبدئية تعكس تراجعاً بلغت نسبته 37٪ في أعداد المعتمرين وهو ما نعكس علي تلك الشركات. أضاف أن عدد العبارات العاملة هذا الموسم زاد عبارتين هما القاهرة والرياض التابعتين لوزارة النقل واللتين تعملان علي خط سفاجا ضبا ليكون عدد العبارات الموسم الحالي 18 عبارة مشيراً إلي أن القاهرة والرياض تعملان بالأساس علي نقل العمالة وليس المعتمرين الأمر الذي يقلل من احتمالية حدوث خسائر فادحة وإن كانت لن تحقق الأرباح المتوقعة. فيما أكد اللواء نبيل لطفي مدير عام شركة الجسر العربي أن العجز في أعداد الركاب بلغ 40٪ متوقعاً أن يصل إلي 60٪ بالنسبة للمعتمرين والركاب مشيراً إلي أن عدد المعتمرين حتي نهاية يوليو الماضي بلغ 80 ألف معتمر مقابل 120 ألفاً وبالنسبة للركاب بلغ 312 ألف معتمر مقابل 420 ألف معتمر. وقال إن متوسط أسعار الرحلات هذا الوسم لم يرتفع عن العام الماضي حيث قررت الشركة وكذلك معظم الشركات الأخري تثبيت الأسعار رغم أنه يتم زيادتها سنوياً بمعدل 10٪ لكن الأزمة حالت دون إجراء هذه الزيادة. وأشار إلي أنه تجنباً للأزمة تم تأجيل تشغيل عبارة جديدة علي خط سفاجا ضبا وتم تغيير مسار العبارة بريدج من نويبع العقبي إلي السويسجدة لتعمل في نقل البضائع في محاولة للتغلب علي الخسائر فضلاً عن ما تقوم به الشركة من تنشيط الاتصال بشركات السياحة لتنشيط الحركة علي الخط. بينما أوضح رشدي عبد العظيم المدير العام لشركة هاني ترافيل أن الشركات تتحمل نفقات المراكب التي تعمل بها حيث تأخر الموسم أكثر من شهرين العام الحالي حيث بدأ من شهر أغسطس مقارنة بيونيو العام الماضي كما أن عدد الرحلات انخفض إلي 4 رحلات أسبوعياً بدلاً من رحلة كل يوم.