لا تخلو منه مائدة إفطار أو سحور، فهو الضيف الرمضاني الدائم في البيوت العربية، يعتبره البعض شهرة لكثرة أنواعه وتعدد مذاقه وشهرته، إنه المخلل الذي استطاع الصمود والاستمرار في وقت اندثرت فيه العديد من الأطباق الرمضانية الشهيرة، واجهه بصمود أنواع السلطات الحديثة ولم تهزه الخلطات العصرية وعنه يحدثنا وليد الحريف من أشهر بائعي المخللات بالسيدة زينب الذي بدأ موسم استعداده لرمضان قبلها بشهور حيث يتم تخليل الزيتون، الليمون والفلفل قبل عام كامل والذروة قبل شهرين وذلك بنقعه في ماء وملح وقبل البيع بأيام يتم تعبئته في أكياس صغيرة وإضافة التوابل الخاصة به والخل وتصل إلي 4 أنواع من العطارة التي تميز مخللاً عن آخر. في الأيام الأخيرة لشهر رمضان يفترش وليد البضاعة أمام محله مستعرضا أنواع المخلل المختلفة بدءا من الطرشي البلدي الذي يعد الأرخص سعرا بأثنين جنيه ولكنه يحظي بالاقبال الكبير ومخلل البصل والفلفل حتي قائمة الأغلي سعرا الزيتون وهو الكلاماتا الإسباني، وتتراوح أسعاره من 3 جنيهات وحتي 7 جنيهات. الأطرف في حياة الحريف أن عمله متواصل 42 ساعة ويظل الصنايعية بجانب البضاعة المفروشة حتي لا تسرق طول الشهر، وذلك ينقسم العمل بين 3 صنايعية طوال اليوم، أما وقت الذروة فيكون قبل أذان المغرب ولكن قبل البيع بعد الإفطار لتجنب المصريين تناول المخلل في السحور تجنبا للشعور بالعطش. الجديد في عالم المخللات دخول الفاكهة بشراسة لعلها تسحب البساط من الخضروات واحتل المانجو، الكمثري، العنب، والموز القمة حيث يتم تخليلها وهي خضراء ويتم نقعها بماء وملح علي الجانب الآخر تؤكد ربات البيوت ارتفاع أسعار المخلل هذا العام والذي يصل فيه كيس المخلل بالمناطق الراقية لاربعين جنيها متعللين بجودة المخلل واستيراد الخضروات به نوعيات الدقة المتميزة به من توابل أو خل، كذلك تشكو السيدات من ارتفاع السعر في المناطق الشعبية مؤكدين أن سعر المخلل قديما لم يتجاوز الربع جنيه وكان متميزا وذا جودة عالية أما الآن فالكمية أقل وجودة أضعف ويقوم الباعة بالتزيين والاستعانة بالألوان الصناعية وهذا ما يمثل خطورة علي صحتنا.