في غضون عام واحد، برزت ظاهرة يعتبرها بعض الكتاب أنها فريدة من نوعها حيث صدر كتابان في عام واحد عن مدينة "دبي" أحدهما بعنوان "التعرض للنجاح" للكاتب كريستوفر ديفيدسون، والآخر بعنوان "دبي: قصة أسرع مدينة في العالم" للكاتب جيم كرين وهو مراسل سابق لوكالة اسوشيتيد برس. وقد ناقش كرين في كتابه أهمية مدينة دبي باعتبارها العامل المساعد الأول في انعاش اقتصاد العالم حيث بدأت تحتل هذه المدينة مرتبة دولية بين دول العالم فهي أولي المدن التي ظهرت فيها ملامح العولمة كما أنها أهم المناطق الغنية بالنفط. ومع ذلك، يؤكد كرين في كتابه أن كل هذا التقدم في خطر حيث إن الأوضاع المالية العالمية والأزمات المتكررة أقوي من كفاح دبي في مواجهة هذه الكارثة التي تلاحق كل نجاح حتي تدمره. ويعتمد كتاب كرين في تفسيره لظاهرة أسرع مدينة في العالم علي حقائق وقعت قبل انهيار بنك ليمان براذرز الأمريكي العام الماضي ولا نعرف تأثير هذه الأزمة علي دبي. ويتناول الجزء الأول من الكتاب تاريخ دبي في معاملاتها التجارية حيث كان يدير شيوخ القبائل العربية تعاملاتهم علي نفس طريقة رجال أعمال شيكاغو ومع نهاية الجزء الأول يقدر الكاتب مجهود حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وطموحه حيث عمل علي ترسيخ مكانة دبي الرائدة في المنطقة وتعزيز دورها كقطب اقتصادي ومالي عالمي ، كما عمل علي مكافحة الفقر ودعم التعليم، ونشر العلم والمعرفة في عدد من دول العالم الفقيرة. كما ألمح كرين الي دور الهنود والباكستانيين والعمال البنجلاديشيين في تشييد مدينة دبي. ومن أكثر المشروعات التي لفتت الانظار كما يري كرين والتي جعلته هو نفسه مبهوراً بمدي تفوق دبي بين مدن الدول العربية هي بناء الفندق العملاق "اتلانتيس" ومشروعات استصلاحات الأراضي، وبناء ناطحات السحاب في منطقة مارينا والتي تتبناها شركات تطوير عقاري مزودة بأحدث الأجهزة المعمارية في منطقة الشرق الأوسط. بجانب كل هذا، يوجد بدبي استثمارات في مجال التعليم والثقافة ومن نماذج هذه الاستثمارات قرية المعرفة في دبي ومنطقة الجامعات الحرة. والإنجاز الحقيقي لدبي ونظيراتها في الخليج هو أنها توفر فرصة للعرب الموهوبين -- السوريين واللبنانيين والفلسطينيين -- الذين لا يستطيعون العمل في الغرب وغالبا ما يحرمون من التقدم في بلدانهم بسبب الفساد والمصالح الخاصة.