لقي نائب رئيس المخابرات الأفغانية حتفه و22 مسئول حكومي بينهم 18 مدني في تفجير انتحاري وقع أمس امام جامع باقليم لاجمان شرق أفغانستان. وأعلنت حركة طالبان مسئوليتها عن الهجوم الذي أوقع 36 مصابا، ونقل تليفزيون "بي بي سي" عن متحدث باسم حركة طالبان الأفغانية قوله إن انتحاريا استهدف نائب رئيس المخابرات الأفغانية. وفي سياق متصل، أفادت تقارير إعلامية أن 77 جنديا أجنبيا في أفغانستان لقوا مصرعهم خلال أغسطس الماضي، منهم 48 جنديا أمريكيا بما يجعل الشهر الماضي هو الأكثر دموية بالنسبة للقوات الأمريكية. وفي الوقت الذي ينظر فيه القادة العسكريون الأمريكيون في إمكانية تعزيز القوات الأمريكية في أفغانستان التي يزيد عددها حاليا علي 62 ألف جندي لدحر تمرد طالبان والقاعدة، بلغت نسب التأييد للحرب في أفغانستان أدني مستوي لها في أوساط الأمريكيين. وقال 51٪ من الأمريكيين إن الحرب في أفغانستان لا تستحق مشقة خوضها، فيما أعرب 47٪ من الأمريكيين عن تأييدهم للحرب، وذلك في استطلاع رأي أجرته شبكة تليفزيون "إيه بي سي" الأمريكية. وفي استطلاع آخر لشبكة "سي ان ان"، قال 57 ٪ من الأمريكيين إنهم يعارضون الحرب في أفغانستان. وفي سياق متصل، حذرت صحيفة "واشنطن بوست" من خسارة الحرب في أفغانستان خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، متوقعة أن يستغرق أي نصر ولو جزئي أعواماً من الجهود لكي يتحقق. ورأت الصحيفة أن أهم تلك الأسباب هو نقص الموارد، إذ لم تقدم الولاياتالمتحدة القوات أو الأموال أو القيادة القادرة علي النجاح، مما أضاع أكثر من نصف عقد من الزمن، كما تركت الولاياتالمتحدة فراغاً في السلطة في أغلب أنحاء أفغانستان، وهو ما أجادت طالبان وغيرها من الجماعات المسلحة استغلاله، بل إن الادارة الأمريكية لم تستجب لطلب السفارة الأمريكية في كابول بتقديم المزيد من الموارد. وفي كابول، رحبت الحكومة الأفغانية بالاستراتيجية الجديدة التي عرضها الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلنطي "الناتو" في أفغانستان والتي تركز بشكل خاص علي حماية المدنيين. وقال هومايون حميد زاد، المتحدث باسم الرئيس حامد كرزاي، إن التوصيات التي تضمنها تقرير الجنرال ماكريستال تتفق مع ما كان يطالب به الرئيس منذ فترة طويلة، إلا أن توماس فالسك رئيس قسم السياسة الخارجية والدفاعية في المركز الأوروبي للإصلاح قال ل "راديو سوا" إن النصر لن يتحقق طالما بقيت حكومة كرزاي في السلطة. علي صعيد آخر، أعلن كارل بيلت وزير الخارجية السويدية الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي ان الدول المعنية بالنزاع في أفغانستان ستُحافظ علي وجودها هناك علي المدي البعيد، وليس لديها أي استراتيجية للانسحاب قريبا. وقال بيلت خلال زيارة إلي كابول أمس الأول إنه من الضروري أن يثق الأفغان في أن القوي الدولية تقف إلي جانبهم، مشددا علي ضرورة تبني استراتيجية تؤدي إلي إحداث تحول من وجود عسكري إلي وجود مدني قوي في مختلف المجالات لبناء دولة القانون وتأسيس آليات للحكم ومكافحة الفساد في البلاد. من جانبه، حذر المدير التنفيذي لمكتب الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أمس من ان تضخم مخزونات الافيون بشكل كثيف في افغانستان يشكل "قنبلة موقوتة" كامنة تهدد البشرية. ودق انطونيو ماريا كوستا ناقوس الخطر بقوله في بيان نشر في فيينا وكابول إن فوائض الافيون التي تراكمت سرا علي مر السنين تمثل "علي الارجح اكثر من 10 آلاف طن، اي ما يوازي سنتين من الاستهلاك العالمي للهيروين او ثلاث سنوات من الاستخدام الطبي للمورفين".