منذ منتصف العام الماضي تقريبا، و نحن نتابع تقارير متتالية تاتي من أكبر جهات في أبحاث السوق و متابعة أسواق إنتاج المكونات الإلكترونية حيث تتحدث عن أن أسعار شاشات العرض الLCD النحيفة لابد أن تنخفض انخفاضا حادا خلال العام الحالي و9002 جميع الدلائل كانت تشير الي ذلك بل و تميل الي الاعتقاد الي أنه خلال العام الحالي قد تصل أسعار التليفزيونات الرقمية عالية الوضوح الي أسعار مقاربة لأسعار أجهزة التليفزيون التقليدية التي اختفت بشكل شبه تام من الأسواق. و انتظر الجميع أن يتحقق ذلك، لكن الانخفاض الحاد الذي تحدث عنه الجميع لم يحدث وحدث انخفاض طفيف يجعل اسعار هذه التلفزيونات باهظا الي الان. فهل أخطأت تقارير شركات متابعة الأسواق ؟! أم هل ارتفعت أسعار المواد الخام المستخدمة في إنتاج المكونات الإلكترونية ؟! الواقع أن ما حدث لم يكن هذا و لا ذاك، فالطبيعي هو أن التقنيات تتقدم و الأسعار تتراجع لتحل محل التقنيات القديمة أخري جديدة و هكذا.
تلاعب واحتكار: إذن هناك تلاعب وهو ما رأيناه مرات عديدة من قبل، مثلا في سوق المعالجات عندما كانت تدفع الشركات لمنتجي الحاسبات حتي لا تتيح للطرف الآخر الدخول في المنافسة فترتفع الأسعار، و ها نحن نراه اليوم مرة أخري في سوق شاشات العرض الرقمية و هذا هو فعليا ما حدث. فقد كشفت جهات مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي عن قضية جديدة تورطت فيها العديد من شركات إنتاج شاشات العرض الLCD من بينها LG و Philips و عدد من الشركات الأخري و التي ثبت اتفاقها فيما بينها علي الإبقاء علي أسعار شاشات الLCD مرتفعة علي الرغم من انخفاض تكلفة إنتاجها بشكل حاد. و لكن ما يأتي مفسرا وموضحا أكثر و أكثر لعدم انخفاض أسعار شاشات الLCD الي الحد الذي كان يفترض بها أن تصل اليه هو أن الأمر لا يقتصر فقط علي السوق الاوروبي بل أن LG ذاتها إضافة الي شركات أخري تتضمن Sharp و Hitachi و عدد آخر من منتجي شاشات الLCD يواجهون إدانات مشابهة ودعاوي قضائية بدأت منذ شهر نوفمبر الماضي في الولاياتالمتحدةالأمريكية تهدف الي تغريمهم مبلغا يصل الي 600 مليون دولار لاتفاقهم فيما بينهم علي الحفاظ علي أسعار شاشات العرض التي يبيعونها الي منتجي أجهزة التليفزيون، أجهزة الكمبيوتر ومشغلات الوسائط المتعددة عند ذات المستوي المرتفع دون الالتفات الي الانخفاض المستمر في تكلفة الإنتاج.