مظاهرة حب.. استقبل بها المصريون حسن خليل العائد إلي وطنه من رحلة موت.. وحسن خليل مجرد مواطن عادي لم تعرفه العامة من قبل.. ولكن اسمه قفز - فجأة - إلي صدر صفحات الجرائد.. وصورته إلي شاشات التليفزيونات وهو يحكي عن رحلة الموت.. حكاية مواطن سافر إلي رحلة الموت.. حكاية مواطن سافر إلي أرض الغربة ليجيء بالخير لأهله.. بعد أن ينازل البحر.. فالتقي بالقراصنة ودخل معهم في معركة موت.. فقتل وأسر.. وعاد لوطنه ليصبح ملحمة مصرية تحكي للأجيال ولم يكن وحده.. كان معه بعض الرجال الذين يعشقون مقابلة الموت لينتصروا عليه.. ويصبح الرجال ملحمة! ويتساءل البعض.. بماذا نسمي هذا الاستقبال الرائع للصيادين الذين خرجوا لمنازلة البحر.. فنازلوا القراصنة.. وانتصروا عليهم.. لقد خرجوا للرزق.. فعادوا أبطالاً في ملحمة شعبية لم تعرفها مصر من قبل.. يعزفها التاريخ المصري وتغنيها الأجيال.. الجيل في إثر جيل.. فبماذا تسمي هذا الذي حدث؟ لا تجد سوي أن تقول إن المصريين في حالة عطش للبطولة.. والتي قد كتبت عنها أكثر من مقالة في الأيام القليلة الماضية.. وقلت: ليس أمام الشعب المصري سوي البطولة.. وهي ليست بطولة الرياضة وحدها بل البطولة في كل نواحي حياتنا ونحن نبني نهضتنا الحديثة.. لقد سافر أبناء الناس الطيبين للرزق فعادوا أبطالاً تحكي حكايتهم.. لقد قابلوا الشيطان ممثلاً في قراصنة الصومال.. فصارعوهم وانتصروا علي الشيطان وعاد الرجال أبطالاً في ملحمة شعبية.. ترددها الأجيال.. فالمصري المتعطش للبطولة إذ لم يجد البطولة الحقيقية النابعة في أصالته فإنه يبحث عنها.. فالإنسان المصري لا يستطيع أن يعيش بلا بطولات شعبية حقيقية أصيلة يرويها علي الربابة في مجالسه.. ويرددها في الموالد والأفراح الشعبية وعلي المقاهي وفي تجمعاته.. أن الشعب المصري محب للملاحم الشعبية.. فغداء الشعب المصري الروحي هذه الملاحم.. وتاريخنا الشعبي غني بهذه الملاحم الشعبية التي يكون بطلها المواطن البسيط الذي لا يهاب الموت من أجل رفع الظلم عن المظلومين وإقامة العدل حتي المغامرة بالعمر.. فيتحول إلي فارس الفرسان في ملحمة شعبية يتغني بها المصريون.. وكل تفاصيل ما حدث مع الصيادين وملاقاة القراصنة والانتصار عليهم بتحرير أنفسهم والهروب بالمركبين بعد أن قتل ما قتل وأسر ثمانية يحاكمون في القاهرة أمام محاكمها.. والأخبار تقول إن المعركة كانت مستحيلة.. ولكن البطولة المصرية وعشق أهل المحروسة مصر لها.. قد حققت الانتصار بقيادة الفارس البطل حسن خليل مالك المركب ممتاز 1 التي تعرضت لعملية اختطاف مع المركب سمارة من القراصنة شياطين البحر.. وسؤال الناس.. هل تتحول رحلة أبوعلي.. حسن خليل ورجاله إلي ملحمة شعبية يكتبها الشاعر لتروي علي الربابة في التجمعات الشعبية والموالد والأفراح؟.. فهذه الملحمة ليست مصدرة إلينا من الخارج بل نسيج مصري نابع من داخلنا.. فتية بقيادة الفارس أبوعلي الذي قابل الشيطان مع رفاقة فلم ينهزم وانتصر.. وعاد لمصر الكنانة بالنصر.. وطن البطولات.. والقضية الآن هي أن ملحمة أبوعلي حسن خليل تنتظر الشاعر لتخلد للزمن ويغنيها الجيل وراء الجيل.. وتصبح عندنا ملحمة شعبية نابعة من حب المصريين لمصر المحروسة.. ملحمة أبوعلي خليل..