في مؤشر واضح إلي تغير نهج الإدارة الأمريكيةالجديدة في التعامل مع إسرائيل والتخلي عن مبدأ الدعم الكامل لإسرائيل الذي كانت تتبناه الإدارة الأمريكية السابقة خاصة في موضوع الأنشطة النووية الإسرائيلية الذي تفرض عليه تعتيمًا إعلاميا كبيرًا، ذكرت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية أمس أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تمارس بعض الضغط علي إسرائيل للانضمام إلي معاهدة حظر الانتشار النووي في منطقة الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أن الإدارة اتخذت خطوتين في هذا الإطار الأولي عندما دعت الولاياتالمتحدة إسرائيل للمرة الأولي للانضمام إلي معاهدة الانتشار النووي في شهر مايو الماضي، وأعلنت روز جوتمولر مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية إلي أن الالتزام العالمي باتفاقية حظر الانتشار النووي، يعتبر هدفًا أساسيا بالنسبة للولايات المتحدة، بينما رفضت إسرائيل الدعوة الأمريكية للانضمام إلي المعاهدة الدولية لحظر الانتشار النووي، واعتبرت هذه المعاهدة غير مجدية. والخطوة الثانية عندما دعا الرئيس الأمريكي أوباما لعقد مؤتمر دولي حول “الأمن النووي” في مارس المقبل، ووجه الدعوة لأكثر من 30 دولة بهدف منع تهريب أو الإتجار بشكل غير قانوني في المواد النووية أو الاستخدام غير السلمي للطاقة النووية وجعل العالم خالٍ من الأسلحة النووية، وقد أعلن أوباما عن هذا المؤتمر من خلال قمة مجموعة الثمانية الذي عقد في مدينة لاكويلا الإيطالية. وأوضحت الصحيفة أنه من المتوقع أن تتم دعوة إسرائيل لحضور المؤتمر الدولي، إلا أن تل أبيب لم تبد تعاونًا مع واشنطن وأخذت إسرائيل تردد تحفظاتها في هذا الصدد، وسبب هذا التحفظ هو عدم تعرضها للإحراج. وأشارت الصحيفة إلي أن هذه التحفظات أدت إلي وقوع مسئولي البيت الأبيض في ورطة شديدة من حيث كيفية إقناع الدول المشاركة علي فكرة المؤتمر وإسرائيل غائبة عنه، مشيرة إلي أن البيت الأبيض حريص علي حضور إسرائيل رغم التحفظات التي تقدمت بها. ومن جانبه يقول الكاتب الإسرائيلي “أفنر كوهين” في صحيفة “هاآرتس” في مقال له تحت عنوان “نعم لقمة الأمن النووي”.. يندهش الكاتب الذي ألف كتاب “إسرائيل والقنبلة” من مدي خوف إسرائيل من أن يتعرض أحد لأنشطتها النووية حيث يقول: “إن إسرائيل دائمًا تخف حتي من خيالها في هذا الشأن”، وتوقع الكاتب أن يحدث خلافًا مع الإدارة الأمريكية في حالة غياب إسرائيل عن القمة التي دعا إليها أوباما. ومن جهته، يقول “نوعام سيجيل” الكاتب الإسرائيلي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية في مقال له تحت عنوان “لا نريد مفاعل آخر” يقول الكاتب الذي يعمل أستاذًا للطاقة في جامعة تل أبيب، أن الحكومة الإسرائيلية تحشد في الآونة الأخيرة حملة لإقناع الرأي العام في إسرائيل بقبول إنشاء مفاعل نووي آخر، ولكن للأغراض السلمية وتوليد الكهرباء، وأن هذا المفاعل متمشيا مع التوجه العالمي لإنتاج الطاقة. لكن الكاتب ينتقد هذه الحملة من قبل الحكومة ويقول إن الهدف منها هو إعطاء بعض الشرعية لأنشطة إسرائيل النووية التي تفتقدها وهذا مرفوض، وشبه بين المفاعل الذي تسعي إسرائيل في بنائه وبين حادثة مفاعل تشرنوبيل.