فيما يمثل تحولاً نوعيًا في توجهات القيادات والكوادر الناصرية أعلن عدد من أمناء الأمانات المركزية بالحزب أن أماناتهم تعاني قصورًا حادًا في الأداء، وهو ما جعلهم بعيدين عن التواجد السياسي والجماهيري بصورة لافتة!.. إلا أن هذه القيادات انقسمت حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلي هذا الأمر! ففي الوقت الذي أرجع بعضهم السبب لتقييد القيادات بالحزب للعمل السياسي داخله، أرجعها آخرون لعدم ملاءمة المناخ السياسي العام للقيام بدور سياسي فعال!.. بينما اكتفي فريق ثالث بعدم التحدث حول هذا الأمر وأسبابه مقترحاً دمج أنشطة الأمانات بشكل يحقق التنسيق فيما بينها ويلغي القصور القائم في عملها اللافت أن التغيرات النوعية في طريقة تفكير القيادات الناصرية جاءت بعد الاقتراحات المقدمة بتخصيص مستوي تنظيمي جديد للأمانات المركزية يقف وسطًا بين المكتب السياسي والأمانة العامة، واستبعادها من عضوية هيئة المكتب! نشوي الديب أمين الشئون العربية وصفت اقتصار دور الحزب علي تنظيم مؤتمرات وندوات بأنه تحويل للدور الحزبي إلي مجرد جمعية أهلية أو منظمة أكثر من كونه حزباً وذلك لأن العمل الحزبي لابد أن يكون من خلال النزول للشارع وإعلان موقف واضح في القضايا المختلفة. وانتقدت الديب العمل الحزبي الذي يقوم علي مجرد رد الفعل تجاه القضايا المختلفة، معتبرة أن الأمانات النوعية هي العصب الرئيسي للحزب ويمكنها أن تحركه تجاه أي قضية، لكن العوامل المادية في كثير من الأحيان تمثل عائقًا أمام هذا العمل. وعن تراجع دور أمانة الشئون العربية قالت الديب إن دورها هو التنسيق بين الناصريين العرب والحزب والأحزاب العربية والناصرية، وطلبت أكثر من مرة من قيادات الحزب خريطة العمل الخاصة بالشئون العربية والتي تتمثل في أسماء الأحزاب والشخصيات التي يمكن التعامل معها أو وسائل الاتصال، ولكن أحد هذه القيادات تحداني قائلاً لن تستطيعي الحصول علي هذه المعلومات لأنها توجد عند شخص واحد في الحزب! وأضافت الديب: حاولت أكثر من مرة إخراج الأعضاء والقيادات في اجتماعات الأمانة العامة للحصول علي خريطة عمل الشئون العربية لكن بدون فائدة فأصبحت أعتمد علي جهدي الفردي، فيما شن سيد حنفي أمين العمال هجومًا علي الناصري والأحزاب بوجه عام مؤكدًا أن دورها اقتصر علي مجرد إصدار بيانات. وأوضح حنفي أنه كلما حاولت أمانة العمال مساندة اعتصام أو أضراب أي شركة تجد مشكلة في تخوف العاملين من تسييس الإضراب، بل يطلبوا عدم التدخل الحزبي حتي لا يضر بقضيتهم. واقترح محمد عبدالدايم أمين العمل الجماهيري بالحزب فكرة دمج أنشطة الأمانات المركزية بشكل يحقق التنسيق فيما بينها وأضاف هذا الأسلوب يمكن من تدارك أي تقصير في أعمال الأمانات ويساعد علي تفعيل دورها إذا ظهر أي شكل من أشكال التقصير. والتمس عبدالدايم العذر لبعض الأمانات التي لا تؤدي دوراً علي المستوي المطلوب. موضحًا أن العمل الحزبي تطوعي وجميع الأعضاء غير متفرغين بشكل كامل للعمل الحزبي والمؤتمر العام القادم سيكون مناسبة لتقييم جميع الأنشطة الحزبية. واشترط عبدالدايم في فكرة الدمج أن يتم الاحتفاظ بكيانات كل أمانة علي حدة بحيث تناقش أوضاعها وأفكارها بشكل منفصل أولاً ثم تبدأ مرحلة التنسيق. وفي الوقت الذي رفض فيه محسن عطية أمين تنظيم الحزب التعليق قللت سعاد عبدالحميد أمينة المرأة من شأن الانتقادات الموجهة للأمانات المركزية قائلة: أي انتقادات تستهدف مزيداً من التطوير وليس الإساءة لأوضاع الحزب القائمة.. ولا يجب تجاهل أن هناك تنسيقاً فعلياً بين الأمانات بما يجعل الحزب يعمل بشكل مؤسسي. ورفضت عبدالحميد تقييم الأمانات الأخري كما رفضت تعيين أمناء الأمانات المركزية حتي لو ظهر عملها ضعيفاً مستطردة الانتخاب أفضل من التعيين لأنه اسلوب ديمقراطي لا يأتي إلا بالعناصر التي ترضي عنها الأغلبية.. وضعف النشاط السياسي يرجع بشكل عام للمناخ غير المواتي الذي لا يساعد علي تقديم أي نشاط للعمل السياسي والجماهيري، فضلاً عما وصفه بمحاصرة الأحزاب داخل مقراتها.