وفى عهد تحتمس الثالث

ظهرت عظمة الجيش المصرى حيث خرج الجيش المصرى لآسيا ودمر تحالف فلسطينى سورى ضخم كان ينوى مهاجمة مصر، فى معركة كبيرة من أهم معارك التاريخ عرفت باسم (معركة مجيدو) كانت من نتائجها المهمة تكوين امبراطورية مصرية فى آسيا وإفريقيا، أقدم امبراطورية فى التاريخ والتى امتدت من الفرات شمالًا إلى الشلال الرابع جنوبًا.
حدثت معركة مجيدو بين الجيش المصرى بقيادة الفرعون تحتمس الثالث، وائتلاف كبير من المتمردين الكنعانيين تحت قيادة ملك قادش، وتعتبر أول معركة تم تسجيلها فى الوثائق المقبولة تاريخيًا جميع تفاصيل المعركة تأتى من مصادر مصرية وبشكل رئيسى الكتابات الهيروغليفية على جدران قاعة الحوليات فى معبد آمون رع فى الكرنك، بمدينة طيبة (الأقصر) عن طريق كاتب الجيش واسمه (تجانيني) حيث تم تسجيل المعركة بالكامل والخطة التى بواسطتها تم النصر على قوات التحالف بقيادة أمير قادش، حيث قام الملك تحتمس الثالث بخداع العدو وسلك طريقًا جبليًا ضيقًا ووعرًا لم يتوقعة العدو وقام بتحقيق المبادأة والمفاجأة على العدو بأسلوب الالتفاف والتطويق وحقق بذلك النصر على العدو، وهذه أول معركة مسجلة فى التاريخ يستخدم فيها هذا الأسلوب فى القتال، ولأهميتها فهى تدرس الآن فى أكبر الأكاديميات العسكرية فى العالم، واستخدمت نفس الخطة عدة مرات فى الحروب الحديثة.
وإضافة إلى تسجيل معركة مجيدو على جدار معبد آمون رع فى الكرنك، يوجد أيضًا كتابات هيروغليفية تسجل 14 حملة عسكرية قادها تحتمس الثالث فى الشام، والغنائم الكبيرة التى كسبها خلال حملاته، والضرائب التى تلقاها من الأراضى التى تم غزوها، بالإضافة إلى ذلك، فإن النقوش تُظهر التأثيرات المستمرة لمعركة مجيدو، فبعد انتصار تحتمس الثالث فى معركة مجيدو، وبعد حملاته الناجحة فى الشام فى العشرين سنة التالية، بدأ ظهور قوة مصرعلى الساحة العالمية كقوى عظمى وتطورها إلى إمبراطورية ومع تأكيد الهيمنة المصرية فى كنعان، بدأ تحتمس الثالث عهدًا وصلت فيه المملكة المصرية إلى أقصى اتساع لها كإمبراطوية، طلب تحتمس الثالث من الملوك المهزومين أن يُرسل كل منهم ابنه إلى مصر ليتلقى تعليمه فيها، وهناك حصلوا على تعليم مصري، وعندما عادوا إلى أوطانهم، حكموا بتعاطف مصري.
وكذلك كان الجيش المصرى فى عهد تحتمس الثالث أقوى جيش فى العالم وبفضله أنشأ المصريون أول إمبراطورية فى العالم وهى الإمبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالًا إلى الصومال جنوبًا ومن العراق شرقًا إلى ليبيا غربًا، وقد كان ذلك هو العصر الذهبى للجيش المصرى فى العصر الفرعونى.