قال قادة أوكرانيون إن استخدام الأسلحة الثقيلة الواردة من الغرب، فى المعركة الشرسة المحتدمة على مشارف باخموت التى احتلتها روسيا فى مايو، تكبد خطوط العدو خسائر ضخمة. وأشادت القوات الأوكرانية المبتهجة بعد استعادة قرية كليشتشيفكا الرئيسية فى الأسبوع الماضي، بمدافع هاوتزر عيار 155 ملليمترًا بوصفها إحدى المعدات الرئيسية التى توردها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها بحلف شمال الأطلسي. المدفعية الثقيلة وقال أولكسندر قائد الوحدة إن قوات أوكرانيا المسلحة «تعتمد بشدة» على المدفعية الثقيلة، بما فى ذلك مدفع كراب بولندى الصنع ومدفع هاوتزر إم109 ذاتى الدفع من تصنيع الولاياتالمتحدة، وأردف «مجرد سلاح واحد يمكنه تغيير الموقف تمامًا.. يمكن إيقاف هجوم بمدفع واحد فقط». ووصف أولكسندر كليشتشيفكا، وهى قرية على المرتفعات الواقعة إلى الجنوب من باخموت المدمرة، بأنها «أحد الأماكن التى يتشبثون (الروس) بها»، وتابع «سنرى ما المقبل، سننمى نجاحنا». استهداف روسى قال المتحدث باسم مجموعة «الجنوب» القتالية التابعة للقوات المسلحة الروسية جورجى ميناشفيلي، لوكالة تاس الروسية للأنباء، أمس، إن سلاح الطيران التابع للمجموعة القتالية قام بشن هجمات جوية على 23 منطقة خاضعة للسيطرة الأوكرانية فى منطقة دونيتسك، ما أدى إلى تدمير 3 مستودعات ذخيرة ومركز للتحكم فى الطائرات المسيرة، من بين أهداف أخرى. وأضاف ميناشفيلى «شنت طائرات المجموعة هجمات على الجنود والمعدات العسكرية فى 23 منطقة.. وخلال القتال، تكبد العدو خسائر شملت مدفع هاوتزر أمريكى الصنع من طراز إم 777، ومنظومة صواريخ أرض - جو بريطانية الصنع من طراز «ستورمر»، وشاحنتين صغيرتين، بالإضافة إلى ثلاثة مستودعات ذخيرة ومركز للتحكم فى الطائرات المسيرة وموقع للمراقبة»، بحسب ما أوردته وكالة تاس الروسية للأنباء. وقال ميناشفيلى أيضًا إن الدفاعات الجوية دمرت 10 طائرات مسيرة أوكرانية فى مناطق مستوطنات فيسيولايا دولينا وبيلوجوروفكا وبيرفومايسكوى فى جمهورية دونيتسك الشعبية، وأضاف أن وحدات المجموعة القتالية، بالتعاون مع الطائرات والمدفعية، صدت ثلاث هجمات شنتها مجموعات هجومية أوكرانية فى مارينكا وأفدييفكا. الخسائر الروسية وأعلن الجيش الأوكراني، أمس، ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا فى 24 فبراير 2022، إلى نحو 275 ألفًا و850 جنديًا، من بينهم 390 جنديًا لقوا حتفهم خلال، أمس الأول، فقط. جاء ذلك وفقًا لبيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، فى صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم» أمس. وقال البيان إن القوات الأوكرانية دمرت 4662 دبابة و8914 مركبة قتالية مدرعة و6233 نظام مدفعية و789 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق و531 من أنظمة الدفاع الجوي، وأضاف أنه تم أيضًا تدمير 315 طائرة، و316 مروحية، و4888 طائرة مسيرة، و1518 صاروخ كروز، و20 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و8734 من المركبات وخزانات الوقود، و914 من وحدات المعدات الخاصة. وقال قائد مجموعة القوات العملياتية والإستراتيجية الأوكرانية فى تافريا الجنرال أولكسندر تارنافسكي، عبر تليجرام، إن قوات الدفاع الأوكرانية دمرت 51 قطعة من المعدات العسكرية الروسية فى قطاع تافريا، منها 6 دبابات و5 أنظمة مدفعية بالإضافة إلى 4 مستودعات ذخيرة خلال ال 24 ساعة الماضية. وقال تارنافسكى إن وحدات المدفعية الأوكرانية نفذت 1116 مهمة إطلاق نار فى القطاع خلال ال24 ساعة الماضية، وأضاف أن خسائر العدو بلغت 224 جنديًا، منهم 70 قتيلًا، و154 جريحًا، وأسير واحد، خلال ال24 ساعة الماضية. استراتيجية روسية لتفادى الأخطاء وأوضحت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن الجيش الروسى نجح خلال ذروة الهجوم الأوكرانى المضاد فى تفادى الأخطاء العسكرية السابقة التى وقعت مع بدايات الحرب، واتبع نهجا عسكريا واضحا يمكنه من تحقيق أهدافه وتقليل الخسائر وحماية أرواح الجنود.. تفاصيل الاستراتيجية الروسية كشفتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إذ قالت إن القوات الروسية أمضت شهورا فى بناء خنادق عميقة شديدة التحصين فى جنوبأوكرانيا بطول يقترب من 1000 كيلو متر، وخاصة فى منطقتى خيرسون وزابوروجيا، إضافة إلى زرع الألغام فى مساحات شاسعة، لدرجة أن بعض المناطق يحتوى كل متر فيها على 5 ألغام.. كما نقلت روسيا مواقع القيادة والعديد من مستودعات الذخيرة بعيدا عن الخطوط الأمامية للقتال بعد أن ضربتها أوكرانيا باستخدام صواريخ هيمارس، الأمر الذى ساهم فى توفير الحماية وزيادة خطوط الامداد. وشملت التحركات الروسية الهادفة لامتصاص الهجوم الأوكراني، إخفاء الدبابات وناقلات الجند المدرعة تحت شبكات التمويه، فضلا عن القيام بطلعات جوية لإطلاق النار على المواقع الأوكرانية قبل الانسحاب بسرعة وتوزيع الطائرات الحربية على عدد من المطارات لتجنب المسيرات الأوكرانية. وفى سياق آخر، من الأزمة الأوكرانية كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» نفاد القذائف المدفعية فى أوكرانيا، وأن الغرب ربما لن يكون بمقدوره العمل على زيادة الإنتاج بالسرعة الكافية لإنتاج مليون قذيفة خلال العام الحالى فى إطار تعهداته السابقة لكييف بتوفيرها.