هنوصلك.. حملة وزارة التضامن الاجتماعى لاستخراج مليون بطاقة خدمات متكاملة لذوى الإعاقة وذلك بالشراكة مع الجمعيات الأهلية حيث تواصل عملها بالمحافظات، حيث شهدت إقبالًا كثيفًا من أسر ذوى الإعاقة. ورست حملة وزارة التضامن الاجتماعى «هنوصلك» فى قرية كفر شبين، بمحافظة القليوبية، بينما كانت ميكروفونات محمولة على تكاتك أخرى تجوب القرية تعلن عن قدوم الحملة لاستخراج كارت الخدمات المتكاملة لذوى الإعاقة. كما سبق وصولها قرية كفر شبين، أسبوعان من الدعاية لقدوم الحملة ومكاتب التأهيل التابعة للوزارة ومتطوعى جمعية صناع الحياة، عبر ميكروفونات المساجد وأيضًا جروب جمعية تنمية المجتمع المحلى بالقرية على صفحة الفيس بوك، وقام متطوعو الجمعية بزيارات للبيوت لعمل حصر بأصحاب الإعاقات الذين لم يستخرجوا كارت الخدمات، وبالأوراق اللازمة لاستخراجه. الجدير بالذكر أن الحملة التى تحمل شعار «هنوصلك» تقودها وزارة التضامن الاجتماعى، وتنتقل فيها مكاتب التأهيل للقرى والمراكز المستهدفة، بمشاركة متطوعى صناع الحياة، ومسئولين من دواوين المحافظات وتحتضنها جمعيات المجتمع المحلى ومراكز الشباب والمدارس. وقالت نادية سليمان منصور، مدير إدارة التضامن الاجتماعى، بمركز شبين القناطر بالقليوبية، إنه تم التحضير والإعداد للحملة بمشاركة الرائدات الاجتماعيات مع متطوعى جمعية صناع الحياة، لإجراء مسح للبيوت فى قرى كفر شبين وكوم أشفين وناى، بمركزى شبين القناطر وقليوب، لحصر أعداد الأشخاص ذوى الإعاقة من مختلف الأعمار، والذين لم يستخرجوا كارت الخدمات المتكاملة، وتوعيتهم بحقهم فى استخراجها وأهمية هذا الكارت بالنسبة للأشخاص ذوى الإعاقة وأسرهم. وشمل الإعداد لحملة «هنوصلك» إذاعة بيان عن مجىء الحملة فى ميكروفونات المساجد بالقرى، كما تجوب ميكروفونات محمولة على تكاتك للإعلان عن الحملة وخدماتها، لتنبيه الأسر للحضور للأماكن التى سترسو فيها الحملة. وأوضحت أن مراكز التأهيل قد انتقلت إلى مركز الشباب وجمعية تنمية المجتمع المحلى، بالقرب من منازل الأسر، توفيرًا للوقت والجهد والمال للأشخاص ذوى الإعاقة وأسرهم، ويسهل حصول الشخص ذى الإعاقة على الكارت حصوله على الدعم النقدى «كرامة» للأسر الأولى بالرعاية، إلى جانب الإعفاء من المصروفات المدرسية، وخدمات أخرى كثيرة يوفرها الكارت، واستخراج الكارت مجانًا خلال الحملة دون أى مصروفات. وقالت ريهام شحات محمد، مدير إدارة التأهيل بمديرية التضامن بالقليوبية، مكتبى طوخ وشبين القناطر للتأهيل انتقلا بكل أدواتهما «أجهزة الكمبيوتر المحمول المتصلة بالسيستم –التابلت»، إلى مركز الشباب وجمعية التنمية المحلى بقرية كفر شبين وباقى القرى المستهدفة، للتوعية بأهمية كارت الخدمات المتكاملة واستقبال أصحاب الإعاقات الشديدة، أو الانتقال إلى منازل من لا يستطيع الوصول إلى مركز الشباب أو الجمعية، ونقبل التقارير الطبية من المستشفيات الحكومية أو العسكرية والمختومة بختم النسر منذ 2019 وحتى الآن، ويتم إدخال البيانات فورًا على شبكة وزارة التضامن الاجتماعى، كما يجرى أعضاء المكتب التقييم الوظيفى للشخص ذى الإعاقة الشديدة مهما كان عمره، على الفور لاستكمال باقى الإجراءات اللازمة لاستخراج الكارت، والذى سيتسلمه الشخص خلال 3 أسابيع. أما الأشخاص أصحاب الإعاقات المتوسطة أو البسيطة، فإذا كان لدى الشخص كشف مميكن، يتم الاستعلام على الفور من موقع وزارة الصحة من الشاشات الموجودة فى المديريات وفى غرفة العمليات بالوزارة والمتصلة بمكاتب التأهيل المتنقلة عبر الواتس آب، وفى حالة استيفاء الشخص للكشف المميكن بدرجى الإعاقة، يتم استكمال التقييم الوظيفى للشخص توا، وتنتهى خطوات استخراج الكارت. وتوضح دعاء محمد عبدالله، إخصائية اجتماعية بمكتب تأهيل طوخ، عمل أعضاء المكتب: نساعد الشخص ذى الإعاقة وأسرته لمعرفة الخطوات التى يجب أن يقوم بها للحصول على كارت الخدمات المتكاملة، وننظر فى كل حالة إلى أين وصلت فى الإجراءات، ولماذا توقفت والصعوبات التى قابلتها، لإثبات الإعاقة أو التسجيل، ونعرفهم بكيفية التسجيل على موقع وزارة الصحة لإجراء الكشف المميكن لأصحاب الإعاقات البسيطة أو المتوسطة، ونرصد الحالات التى تقدمت للحصول على الكارت ولم يصلها، لنعرف سبب عدم وصول الكارت، أما الإعاقة الشديدة فيكفى الكشف الطبى المختوم وصور شخصية وصورة البطاقة وأجرى له التقييم الوظيفى فورًا، ويسجل على التابلت، ولا يتبقى له سوى استلام الكارت. «أعتمد فى التقييم الوظيفى على خبرتى وملاحظاتى للشخص، ومدى تأثير الإعاقة على قيامه بالوظائف المختلفة، وهى الخبرة التى اكتسبتها من تخصصى كإخصائية اجتماعية وأيضًا من التدريبات التى وفرتها لنا وزارة التضامن الاجتماعى». وقالت منى سلامة، مديرة مكتب تأهيل طوخ: قبل عملنا فى مكاتب التأهيل نشارك فى تدريبات على كيفية التعامل مع الأشخاص ذوى الإعاقة وأسرهم، وليس فقط التعرف على نوع الإعاقة وشدتها أو درجتها، المهم أن نراعى نفسية المعاق وأسرته، لأنهم بالتأكيد يعانون، وأصحاب الإعاقات المتوسطة والبسيطة نساعدهم فى التسجيل على موقع وزارة الصحة، للحجر لتحديد موعد للكشف المميكن، وفى خلال شهر ونصف الشهر تقريبًا يصل تقرير الحالة إلى شبكة وزارة التضامن الاجتماعى، بعد إجراء الكشف فى مستشفيات وزارة الصحة، ووقتها يصلنا وصف للحالة إذا كانت مرفوضة أو مقبولة، وهناك لجنة تظلمات للنظر فى الحالات المرفوضة، نوجه الشخص لها. «كارت الخدمات المتكاملة له مميزات كثيرة لأصحاب الإعاقة، منها الجمع بين معاشين، والإعفاء من جمارك السيارات، والحصول على شقق وزارة الإسكان والتخفيض فى أسعار وسائل المواصلات، بالإضافة إلى الدخول مجانًا إلى المتاحف والحدائق العامة فى الأيام التى تحددها هذه الأماكن لذوى الإعاقة، وغيرها من الخدمات العلاجية.
الرائدات يطرقن البيوت للتوعية بكارت الخدمات
أمانى سعيد، وأمينة سعيد وأسماء جمال، رائدات اجتماعيات من كفر شبين بالقليوبية، رافقن متطوعى ومتطوعات جمعية صناع الحياة لتوعية الأسر ومساعدتها على الذهاب لمقر الحملة فى مركز شباب القرية وجمعية تنمية المجتمع المحلى، تقول أماني: نعرف احتياجات الأسر وأصحاب الإعاقات فيها بحكم عملنا، ونعرف من لم يستخرج منهم كارت الخدمات المتكاملة، وفى حملة «هنوصلك»، بنوصل مكاتب التأهيل لغاية بيوت الأسر إللى مش قادر صاحب الإعاقة ينزل لمكتب التأهيل، قسمنا القرية لمناطق، كل منطقة نزل لها المتطوعون وطرقوا باب كل بيت، لنتأكد من معرفة كل أسرة بحق ذوى الإعاقة فى استخراج كارت الخدمات وفائدته لهم، ليستمتع بالحقوق التى يكفلها الكارت.
استخدام الميكروفونات للتعرف على الحملة
كانت تراجع أوراقها بفرحة وهى أمام إخصائيى مكتب التأهيل، هويدا فتحى محمد صالح، معلمة فى مدرسة الدمرداش بكفر شبين: «عرفت عن الحملة من جروب الفيس بوك الخاص بجمعية تنمية المجتمع المحلى، من أسبوعين وحضرت أوراق ابنة أخى، وجهزنا الأوراق المطلوبة والإشاعات، الحمد لله الحملة وفرت علينا المشوار، والحمد لله سجلنا على طول لأن معانا التقرير الطبى المختوم، وهنستلم الكارت خلال 15 يومًا أو ثلاثة أسابيع، صاحبة الكارت ابنة أخى وعندها إعاقة ذهنية وتدرس بالصف الثالث الثانوى الفنى، وهى من مستفيدى كارت «كرامة»، ولما عرفنا أهمية كارت الخدمات المتكاملة قلنا نقدم لها عليه، عشان نستفيد بالخدمات اللى بيعطيها لها». وأمام مركز شباب القرية وقف أحمد سيد أحمد عمر، مع ابنه عمر، صاحب ال 12 سنة ويدرس فى الصف السادس الابتدائى،: «سمعت من ميكروفون التوك توك من امبارح عن إن الحملة جاية النهاردة، وجبت كل أوراق ابنى، هو رجله فيها مشكلة ولفيت كتير قوى ورحت بنها معرفتش أطلع له الكارت، النهاردة بيقولوا لى لازم إشاعات وحاجات كتيرة محتاجة فلوس كثيرة، عشان تتعمل فى المستشفى الحكومى، رحبت المجلس الطبى والمستشفى الشاملة فى شبين، ياريت تكون ببلاش عشان أقدر أعملها لابنى، أنا مبيض محارة على باب الله، نفسى أعمل حاجة لمستقبله، لأنه مش هيقدر يشتغل لما يكبر، لأنه لما بيمشى لوحده بيقع مش بيعرف يطلع السلم لوحده ولا يلعب مع أصحابه فى المدرسة، عايز تكون ليه فرصة عمل فى نسبة ال 5%، ويقدر ياخد حقوقه، ابنى التانى الحمد لله ربنا يحميه هيقدر يمشى فى الحياة، لكن نفسى أطمن على عمر».
الكارت الدائم للأستفادة من الخدمات المتكاملة
وأمام نفس المكتب جاء مصطفى عبد الحليم داود، ومعه أخته من أصحاب إعاقة متلازمة داون: «أنا الوصى على أختى، لما عرفت من حقها تطلع كارت الخدمات المتكاملة، جيت أقدم لها، أكيد الكارت هينفعها فى حاجات كتير، وأنا مش هعيش لها طول العمر، ووالدها متوفى، الكارت هو إللى هيفضل معاها ويعمل لها كل إللى محتاجاه». جاء بعصاته يتوكأ عليها، إبراهيم سليمان، الذى تجاوز الأربعين بسنوات، يُستف أوراقه فى دوسيه بلاستيك: «قدمت قبل كده على كارت الخدمات المتكاملة واللجنة رفضتنى معرفش ليه، أنا بعمل عمليات فى ركبتى من 2009 وآخر حاجه الدكتور قال لى لازم تغير مفصل ركبة للرجلين الاثنين، غضروف تلات مرات ورباط صليبى، كل العمليات دى حصل لها انتكاسة ومقدرتش اخد حقى كنت عايز اطلع الكارنيه بأى شكل. لفيت وتعبت والنهاردة عندي أمل ان ربنا ييسر لى، عشان أستفيد بخدمات الكارت، كنت شغال فى المحارة واشتغلت فى شركة وطلعونى معاش بدرى مكنتش حتى اتعينت، والدكتور بتاع الشركة قال لى مينفعش تشتغل فى المهنة دى مش هتقدر تطلع سقالة أو كلام من ده، الكارت ممكن اقدم به على أى حاجة تساعدنى، واساعد بيها أفراد أسرتى، نفسى اعمل أى حاجة واعرف أخرج من البيت حاجه تساعدنى بس مش اكتر». من بين المنظمين للحملة، د.نجلاء الفرماوى، رئيس وحدة حقوق الإنسان والمبادرات الشبابية بمكتب محافظ القليوبية: نشارك فى تنفيذ الحملة مع وزارة التضامن الاجتماعى وجمعية صناع الحياة والهلال الأحمر المصرى، وجمعيات على مستوى مركز شبين، بدأ العمل قبل ثلاثة أسابيع، طفنا أربع قرى فى مركز بنها، والنهاردة فى كفر شبين داخل مركز شبين القناطر، وفى نفس الوقت الحملة تعمل فى قرية ناى وقرية كوم أشفينفى قليوب، ومراكز الشباب والمدارس فتحت لنا أبوابها لاستضافة الحملة ومكاتب التأهيل واستقبال الأسر، لخدمة أهالينا من ذوى الأعاقة، علشان نقدم لهم الخدمة ونوصلها لهم لغاية بيوتهم، نحاول مساعدتهم فى استخراج الأوراق المطلوبة والتسجيل على الموقع الإلكترونى، وباقى الإجراءات، كلنا كتف فى كتف وإيد فى إيد عشان نوصل لكل مواطن داخل محافظة القليوبية ومعالى المحافظ يتابع معنا العمل يوميًا بيوم، وبدورنا نقدم له تقريرًا يوميًا بأعداد المتقدمين وبالإجراءات التى تمت مع كل حالة. تصف د.نجلاء أجواء الحملة: «روح حب وتعاون وتطوع جميلة جدًا تسيطر على كل العاملين فى الحملة حتى فى يوم العطلة الأسبوعية، لأن الجميع يعمل من أجل أن يصل كل ذى إعاقة إلى حقوقه، ماحدش يتكسف من حقه ولا يكسل يأخده، وهنروح للى مش قادر ينزل، والأسر التى لديها أكثر من ابن معاق تجد من يساندها، خاصة مع وجود الجمعيات الأهلية اتى يمكن أن تقدم المزيد من الخدمات الفورية لهذه الأسر، وبهذه الروح مصر للأفضل إن شاء الله».
المتطوعون فى خدمة ذوى الإعاقة
ومن بين صفوف متطوعى جمعية صناع الحياة، تقف المسئولة عن إدارة فريق المتطوعين، سهيلة عثمان: «لدينا 500 متطوع فى قرية كفر شبين وقرية ناى وقرية كوم اشفين اليوم، ونجرى مسحًا ميدانيًا فى القرية لذوى الإعاقة سواء الشديدة أو البسيطة، لنستطيع أن نساعد أهالينا المستحقين لكارت خدمات لذوى الإعاقة. تصف سهيلة مشاعر المتطوعين فى هذا اليوم: «أنا كمتطوعة أقف بجانب إخصائى مكتب التأهيل، أول ما ينتابنى هو الشعور بالرضا، لما برجع البيت بقول الحمد لله أنا راضية ومبسوطة بكل اللى موجود فى حياتى، إحساس الرضا عند الشباب مش سهل نوصل له لأننا بنبقى عايزين نوصل للأكثر، عايزين نبقى أحسن، لكن كمان المتطوع بيتعلم إزاى يقنع شخصًا بأن له حقًا فى شىء لازم يستفيد بيه، زى كارت الخدمات المتكاملة، المتطوع من سن 18سنة بيستفيد مهارات كتيرة بتفيده بعد كده فى سوق العمل، بالإضافة إلى أنه بيكون راضيًا عن نفسه إنه بيخدم أهل بلده ويساعدهم من غير أى مقابل، بعد ما الجمعية أهلته لكيفية التعامل مع ذوى الأعاقة وكتير مننا مايعرفش علم مساعدة ذوى الأعاقة، أو اتيكيت دخول البيوت بشكل عام. أثناء تواجدنا بالقرى يأتى لنا متطوعون من أهل القرية نفسها، وهذا يفتح الباب أمام البنات خاصة للتطوع بعد أن يشاهد الأهالى التعاون والروح التى يساعدون بها الأسر، وأيضًا الأسر تكون مطمئة لأن المتطوع الذى يطرق بابها من بلدهم ويعرفونه، وهو من سيكمل معهم طريق باقى الأوراق والمستندات المطلوبة عندما لا نكون نحن موجودون بالقرية، ويمكن لهؤلاء المتطوعين أن يتواصلوا معنا إذا واجهت الأسر معوقات فى طريق استخراج الكارت، فنحاول أن نوصل أصوات الناس للمسئولين. تتابع سهيلة: «فرحة ذوى الإعاقة أو أسرهم بأنه سجل على الشبكة، وشعوره بالارتياح تنتقل للمتطوعين، خاصة أن كل الإجراءات بالمجان وبالقرب من بيته، وأيضا شعوره بأن هناك من يمد له يده دون مقابل تشعره أكثر بالارتياح وبالتفاؤل، فنشعر نحن بأننا أدينا واجبنا، وأن الفائدة من تجميع الجهات الحكومية والمجتمع المدنى قد أتت ثمارها». 1 3 4 5