شهد الحوار الوطنى مناقشات حول مستقبل الثقافة فى مصر، وأكدت مقرر مساعد المحور المجتمعى الدكتورة هانيا شلقامى أهمية الثقافة باعتبارها المحتوى المعنوى للتنمية والمواطنة والتقدم، ما يستدعى بلورة عدة رؤى تثرى هذا البناء المعنوى الذى يحتاجه كل المصريين. جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية الخاصة بلجنة الثقافة والهوية الوطنية المندرجة تحت المحور المجتمعى لمناقشة مستقبل الثقافة فى مصر، وسبل تعظيم الاستفادة من المؤسسات الثقافية المصرية. وأشارت إلى أن الهدف هو إرساء علاقات سوية تنتج محتوى إعلاميًا وصحفيًا ومجتمعيًا وشعبيًا وحكوميًا قادرًا على المحافظة على الهوية المصرية وقوى مصر الناعمة. وقال مقرر لجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطنى الدكتور أحمد زايد إن مناقشات اللجنة خلال الجلستين السابقتين كانت مثمرة للغاية ومهمة، مشيرًا إلى أن جلستى اليوم تناقشان دور المؤسسات الثقافية فى المجتمع وكيفية تعظيم هذا الدور وعدد من القضايا المرتبطة بهذا الموضوع مؤكدًا ضرورة تفعيل دور المؤسسات الثقافية ووضع سياسات ثقافية فعالة. أكدت الفنانة عنبر، على أهمية دور الأسرة والمجتمع والمدارس ومراكز الشباب والمراكز الثقافية فى المحافظات والقرى، فى تنمية وعي الأطفال بالثقافة والهوية الوطنية حتى لايكون عرضة للمعلومات الخطرة والمغلوطة التى تتنتشر عبر الوسائل المختلفة. وأشارت إلى أهمية أن تكون تلك البرامج الثقافية والوعى بها بطرق غير مباشرة لأن الطرق المباشرة أحيانًا لا تحقق المرجو منها. وطالبت عنبر بضرورة توفير كامل الدعم للمراكز الثقافية فى القرى والنجوع، باعتبارها مكان اللبنة الأولى لتنشئة الأطفال والشباب. قال محمد صبحى فى كلمة مسجلة إن الحوار الوطنى يمثل خطوة واعية للأمام فى مصر فى ظل الظروف الحالية، مقدمًا الشكر لإدارة الحوار والمشاركين فيه موضحًا أن الهوية تتضمن الموروثات المجتمعية لكل فرد، مؤكدًا ضرورة إبراز عظماء تاريخ مصر. وأكد أن مصر هى الرائدة فى مجالات الفن والثقافة، مشيرًا فى الوقت نفسه إلى وجود خلل فى مفهوم ارتياد الأنشطة الثقافية لدى المصريين حاليًا. ولفت إلى وجود تحديات تواجه النشاط المسرحى والسينمائي، من بينها تقلص عدد المسارح ودور العرض السينمائى وإغلاق أخرى دون عروض. وأوضح أن التمسك بالجذور والثوابت ليس تخلفًا، بل هو ضرورة وأمر أساسى مهما بلغ التقدم التكنولوجي، مشددًا على ضرورة التوقف عن قولبة الفن فى قوالب جامدة، والخروج به إلى آفاق أوسع تستهدف تعديل سلوك المواطنين. وأشار إلى ضرورة إعادة القراءة كسلوك شعبى وثقافة شعبية، من خلال الاهتمام بالكتب الورقية والصحف الورقية وإعادة التلفزيون المصرى إلى مكانته الحقيقية التى يستحقها. وأعرب عن أمله فى أن يسهم الحوار الوطنى فى إطلاق مشروع ثقافى يهدف إلى تعديل الثقافة والسلوك المصري. قال الفنان خالد الصاوى، إن هناك حالة من التشوش فى معرفة التاريخ لدى فئات كثيرة فى الشعب المصري، ولا تعرف السلسال الحقيقي لشخصيتها وهويتها. وأضاف الصاوى أن هناك 4 تيارات سياسية تسيطر على المشهد فى مصر، وتضع أولوياتها فقط فى تطبيق مشروعها، حتى لو كانت عاصمة المشروع ليست مصر. وأوضح الصاوى، أن هناك فئات كثيرة بعيدة عن الثقافة، متابعًا: ليه ما أخدش ولادى وأقرأ اللى مكتوب على المعابد أو المتاحف لأن دا اللى بيدرسه فى المدرسة، مشيرًا إلى ضرورة العمل على تعلم كل الأدوات الجديدة، والتعريف أكثر بتاريخنا واقتحام الأسوار المجهولة. وأكد الصاوى، أنه يجب التصالح مع تاريخنا، وعدم التفريق على أساس الدين أو الميول، منوهًا بأننا ننظر إلى تاريخنا، بصورة غيرصحيحة، والنظرة على الأساس الدينى والأقلية والأكثرية.. وأضاف: يجب أن نتصالح مع تاريخنا حتى لو سفاح زى اليابانيين، وقبل ما نتكلم فى الثقافة، لا بد من مناقشة مشكلة الهوية والتعريف الشخصى. وأكد الصاوى أن هناك مشكلة كبرى لدى نسبة كبيرة من المصريين، لها علاقة بالتناقض فى دراسة التاريخ، والنظر إلى الفراعنة نظرة محدودة، متابعًا: دول حلوين ولا وحشين.. كفرة لا مسلمين ولا مسيحيين، وكأنهم لازم يبقوا مسيحيين أو مسلمين قبل نزول الدين الإسلامي والإنجيل. وأشار الصاوى إلى ضرورة الاهتمام بوضع أدوات جديدة للمشاريع الثقافية، والاهتمام بالصروح الثقافية فى مختلف المناطق. أكد أمير رمسيس المخرج والكاتب مصرى على دور المهرجانات فى التنمية الاقتصادية منوها دورها الاقتصادى الكبير وأهميتها. قال النائب أحمد فتحى مقرر لجنة الشباب بالحوار الوطنى، عندما تم اختيارنا كمقررين عن لجنة الشباب بالحوار الوطنى قمنا بعمل جولات على كل المحافظات زرنا خلالها الجامعات والمدارس والتقينا باتحادات الطلاب ووجدنا أن هناك ما يسمى باللجنة الثقافية، وكان هناك مطلب رئيسى بعد عملية الانتخابات التى تتم على مدار شهرين لتلك الاتحادات بضرورة ربطهم بمسئولى الحكومة. وأضاف مقرر لجنة الشباب خلال كلمته بجلسة لجنة الثقافة والهوية الوطنية أحد لجان المحور المجتمعى للحوار الوطنى لمناقشة مستقبل الثقافة فى مصر «سبل تعظيم الاستفادة من المؤسسات الثقافية المصرى» عندما سألنا الاتحادات الطلابية ماذا تعرفون عن وزارة الشباب ؟قالوا لا نعلم, وعندما سألنا أيضًا وزارة الشباب والرياضة ماذا تعرفون عن الاتحادات الطلابية؟ قالوا أيضًا لا نعلم عنهم شيء، الأمر الذي يكشف للجميع عدم وجود ترابط بين تلك الاتحادات ومسئولى الدولة، وبالتالى نوصى بضرورة الاهتمام بالكوادر الشبابية. ولفت فتحى أن هناك حالة من غياب الوعى الكبير ما بين ما يحدث فى الحكومة وما يحدث فى اتحادات الطلبة.
