تتواصل الاشتباكات بين طرفى النزاع فى السودان، دون أى أفق للتسوية بعد فشل الطرفين فى الالتزام بوقف إطلاق النار وتوقف مباحثات جدة. وكرر طرفا الوساطة السعودية وأمريكا، دعوتها إلى أطراف النزاع فى السودان للعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار جديد. تجدد المواجهات ذكرت تقارير إعلامية امس، عن وقوع اشتباكات جديدة بين قوات الجيش السودانى وقوات الدعم السريع فى أنحاء مختلفة من العاصمة الخرطوم، ودارفور، كما سمعت أصوات إطلاق نار ودوى أسلحة خفيفة ومتوسطة مع تحليق لطيران الاستطلاع والمروحيات فى جنوبأم درمان، التى تشهد انقطاعًا للتيار الكهربائى فى عدة مناطق. وأعلنت قوات الدعم السريع إسقاط طائرة من طراز «ميج» تابعة للجيش السودانى فى منطقة الخرطوم بحري، وقال المتحدث الرسمى باسم قوات الدعم السريع، إن «طيران الجيش هاجم صباح اليوم مواقع تمركز لقوات الدعم فى منطقة بحري»، مشيرًا إلى أن قواته تصدت لهم وأسقطت طائرة «ميج». وأفادت مصادر لصحيفة الراكوبة أمس الأول السبت، بأن اشتباكات دارت بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع شمالى دارفور، أدت إلى مقتل 25 شخصًا، وكشفت عن وجود عدد من القناصة فى المدينة وسط أنباء عن نية جماعات مسلحة السيطرة على مدينة الجنينة فى إقليم دارفور. كما أشارت مصادر سودانية إلى معدل وفاة شخصين إلى 3 يوميًا فى مدينة الجنينة غرب ولاية دارفور، بسبب انهيار القطاع الصحى والأوضاع الإنسانية الصعبة. وتسببت الحرب فى عزل أكثر من 36 مدينة وبلدية سودانية فى دارفور عن العالم بعد خروج شبكات الاتصال عن التغطية، وانقطعت الاتصالات فى عدد من المدن فى إقليم دارفور، بعد خروج ولايات غرب ووسط دارفور بأكملها عن تغطية الاتصالات بجانب مدن من ولايات أخرى، بحسب شهادات من مواطنى المدينة. مفاوضات جديدة وفى سياق متصل، دعت الرياض وواشنطن طرفى النزاع فى السودان للعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد، قبل يومين من زيارة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إلى السعودية. وجاء فى بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس»، أنّ «الميسرَيْن على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية، ويذكران الطرفين بأنه يجب عليهما تنفيذ التزاماتهما بموجب إعلان جدة فى 11 مايو الماضى للالتزام بحماية المدنيين فى السودان». وشدد البيان على أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالأمريكية متمسكتان بالتزامهما تجاه شعب السودان، كما تدعوان الطرفين إلى اتفاق على وقف إطلاق نار جديد، وتنفيذه بشكلٍ فعال بهدف بناء وقف دائم للعمليات العسكرية، وتابع «ما زال وفدا القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع موجودين فى مدينة جدة، رغم تعليق المحادثات وانتهاء وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام». وأكد البيان حرص السعودية وأمريكا على استمرار المحادثات مع وفدى التفاوض، حيث تركزت المحادثات على سبل تسهيل المساعدات الإنسانية والتوصل إلى اتفاق بشأن خطوات على المدى القريب ينبغى على الطرفين اتخاذها قبل استئناف محادثات جدة. وفى مقابل الوساطة السعودية-الأمريكية ومباحثات جدة، تعمل أطراف أخرى على محاولة إيجاد حلّ للأزمة، مثل الهيئة الحكومية للتنمية فى شرق إفريقيا (إيجاد) المؤلفة من 8 دول، بينها كينيا التى استضافت أمس الأول السبت مستشار قائد قوات الدعم يوسف عزت. عمليات إجلاء وبدوره، قال وزير الخارجية التشيكي، يان ليبافسكى، على موقع تويتر، إن آخر مواطنين تشيكيين تقطعت بهما السبل فى السودان الذى مزقته الحرب، قد تم إجلاؤهما بنجاح بمساعدة تركيا. وأفاد موقع «راديو براج إنترناشونال» الإلكترونى التشيكى، بأن الرجلين التشيكيين اللذين تم نقلهما إلى بر الأمان، يعملان تقنيان، وكانا قد سافرا إلى جنوب السودان لصيانة محركات الديزل فى محطة نيالا لتوليد الكهرباء، وكان من المقرر أن يستمر عملهما هناك لمدة شهرين، وتقطعت بهما السبل فى البلاد.
وجرى فى وقت سابق إجلاء 3 تشيكيين بمساعدة ألمانيا، وأدى القتال إلى نزوح ما يقرب من 1.4 مليون شخص من ديارهم.