جاءت إقالة يوليان ناجلسمان، مدرب بايرن ميونخ، بالتزامن مع سلسلة من المباريات التى ستكون حاسمة، فى الحكم على نجاح أو فشل هذا الموسم بالنسبة للفريق الألماني. ولدى الفريق البافارى حاليا فترة راحة بسبب التوقف الدولى للمنتخبات، لكنه سيواجه لاحقًا تحديًا تلو الآخر دون أي راحة. وستكون أول مواجهة لخليفة ناجلسمان، وهو توماس توخيل، فى الأول من أبريل المقبل أمام بوروسيا دورتموند، الذى أطاح بالبايرن من صدارة الدورى «بوندسليجا» وأصبحت ملكه حاليًا. وفى الرابع من أبريل ، سيواجه بايرن نظيره فرايبورج فى ربع نهائى بطولة كأس ألمانيا، ثم فى الحادى عشر من نفس الشهر سيطير الفريق لمواجهة مانشستر سيتي، فى ذهاب ربع نهائى دورى الأبطال. تلك المباريات الثلاث من الممكن أن تفتح احتمالية فوز الفريق البافارى بالثلاثية، أو أن يصبح فى وضع صعب ومهدد بالخروج من هذا الموسم خالى الوفاض. هذا المشهد يجعل توقيت الإقالة مفاجئا، ويفتح المجال للكثير من التساؤلات. لكن من ناحية أخرى، من الواضح أنه كانت هناك شكوك منذ فترة طويلة، فيما يتعلق بعمل واستمرار ناجلسمان، الذى قام بالعديد من التجارب التكتيكية التى لم تؤت ثمارها. فمسيرته المذهلة بدورى الأبطال، حيث فاز البايرن بجميع مبارياته بما فيها مواجهتى ثمن النهائى أمام باريس سان جيرمان، تتعارض تمامًا مع الأداء الذى يقدمه الفريق فى «بوندسليجا»، منذ انتهاء فترة التوقف الشتوية. فقد فرّط الفريق البافارى فى فارق العشر نقاط، الذى كان يفصله عن دورتموند، كما كلفته هزيمة الأسبوع الماضى أمام باير ليفركوزن (1-2) الصدارة. وكان ناجلسمان بالنسبة لبايرن قائدًا لمشروع طويل الأمد، ومن أجل التعاقد معه دفع النادى 25 مليونًا للايبزيج، لكن سلسلة من المشكلات داخل وخارج الملاعب أدت لتغيير اتجاه الرياح. وتؤكد العديد من وسائل الإعلام أن تدهور علاقة ناجلسمان باللاعبين وفقدانه الثقة، كانت من أبرز أسباب الإطاحة به، وكان الوحيد من بين قادة الفريق الذى دافع عن وجوده فى الأسبوع الفائت هو جوشوا كيميتش. كما خسر ناجلسمان جزءًا من الدعم الداخلي، على الأرجح بإطاحته بمدرب حراس المرمى، تونى تابالوفيتش، المقرب للغاية من حارس وقائد الفريق البافاري، مانويل نوير. وتشدد صحيفة (شبورت بيلد) على أنه إضافة للأسباب الداخلية، فقد كان هناك سبب آخر لاتخاذ هذا القرار، وهو حقيقة أن توماس توخيل متاح فى السوق. وكان بايرن قد وضع عينه فى السابق على توخيل، لكن عندما أراد ضمه، كان وقتها باريس سان جيرمان قد دخل معه فى مفاوضات، ونجح فى التعاقد معه.. وبحسب الصحيفة، أراد مسئولو بايرن عدم تكرار الأمر هذه المرة.