شتاء قارس ينتظر القارة العجوز، فى ظل تضييق الخناق على الاتحاد الأوروبى، عبر خفض إمدادات الغاز الطبيعى فى أنبوب نورد ستريم 1 الروسي.. ومن واشنطن غربا إلى الشرق الأوسط يجوب قادة فى الاتحاد الأوروبى دول العالم، بحثا عن إمدادات موثوقة للغاز الطبيعى. بينما كانت دول الاتحاد الأوروبى والعالم، تعانى أزمة سلاسل توريد مرتبطة بالغذاء وقبلها المواد الخام وأشباه الموصلات، انتقل التحدى اليوم إلى قطاع الطاقة وبالتحديد الغاز الطبيعى. ولإدارة أزمة الإمدادات الحالية، قامت دول الاتحاد الأوروبى بإعادة إحياء محطات تعمل بالفحم، فى محاولة لتوفير كميات من الغاز لفصل الشتاء المقبل، والذى يتوقع أن يكون متطرفًا فى برودته. وأمام رحلة الأوروبيين للبحث عن تقوية سلاسل الإمدادات فى قطاع الطاقة، تجرى فى إفريقيا خطى متسارعة لبناء سلاسل توريد لإيصال الغاز النيجيرى إلى أوروبا. يأتى ذلك، بينما تعمل نيجيريا والمغرب بالتوازى على مناقشة مشروع مماثل بطول 5660 كم، يربط بين البلدين ومنهما إلى أوروبا عبر إسبانيا، لإيصال الغاز النيجيرى لدول الاتحاد الأوروبى. فيما أعلنت مجموعة جازبروم الروسية العملاقة أنها أوقفت شحنات الغاز إلى لاتفيا فى أوج توتر بين روسيا والغرب بسبب النزاع فى أوكرانيا والعقوبات الأوروبية غير المسبوقة ضد موسكو. ويأتى هذا الإعلان بينما خفضت جازبروم بشكل كبير شحنات الغاز الروسى إلى أوروبا عبر خط أنابيب «نورد ستريم» هذا الأسبوع، مشيرة إلى الحاجة إلى صيانة التوربينات بينما تسعى الدول الأوروبية إلى تأمين احتياطاتها لفصل الشتاء. وكانت روسيا خفضت حجم شحناتها مرتين فى يونيو، مؤكدة أن خط الأنابيب لا يمكن أن يعمل بشكل طبيعى بدون توربين تم إصلاحه فى كندا ولم يُعد إلى موسكو بسبب العقوبات التى فرضها الغربيون فى أعقاب الهجوم الروسى على أوكرانيا. ومنذ ذلك الحين، وافقت ألمانياوكندا على إعادة المعدات إلى روسيا، لكن التوربين لم يسلم بعد. وشهدت صادرات الغاز الروسى إلى أوروبا ولا سيما إلى ألمانيا وإيطاليا انخفاضًا تدريجيا منذ بدء تطبيق هذه العقوبات.. كذلك أوقفت شركة جازبروم تسليم الغاز لعدد من العملاء الأوروبيين الذين رفضوا الدفع بالروبل.. ولاتفيا، هى دولة تقع فى منطقة بحر البلطيق فى أوروبا الشمالية.. وبذلك تنضم لاتفيا، إلى قائمة من الدول تضم أيضا بولندا وبلغاريا وهولندا وفنلندا والدنمارك، والتى رفضت دفع ثمن الغاز بالروبل بما يتماشى مع أمر أصدره الرئيس فلاديمير بوتن يتطلب فتح حسابات بالروبل فى أحد البنوك الروسية فى إطار خطة جديدة. كما أوقفت روسيا مبيعات الغاز لشركة شل إنرجى أوروبا فى ألمانيا.