«نجوم الشعب» فى «سينما الشعب»

خدمة ثقافية تاريخية وعملاقة تعيد إلى الأذهان تجربة وزارة الثقافة فى عصرها الذهبى بعد ثورة يوليو 52 وتحديدا فترة تولى ثروت عكاشة هذه الخدمة اعتمدها وزيرة الثقافة د.إيناس عبدالدايم باطلاق مشروع سينما الشعب وكانت اجمل هدية للشعب فى عيد الفطر الماضى وتعد من المكاسب الثقافية وتمثل قيمة مضافة ودعم ثقافى يقدم لمستحقيه فى محافظات مصر وفى الوقت نفسه يقدم المشروع خدمة عظيمة لصناعة السينما التى تأثرت بقوة بعد الجائحة العالمية وتراجع الإنتاج السينمائى بشكل مخيف والحفاظ على القيمة الكبيرة لدور العرض بعد زحف المنصات الالكترونية وتحقيق معادلة السينما لتصبح فى متناول الجميع.
المشروع يرتكز على أن السينما لها حقوق باقى الفنون بالإضافة الى ان سعر التذكرة هو الارخص فى مصر وهذا يساعد محدودى الدخل فى الحصول على حقه السينمائى، وفى الوقت نفسه يساعد صناعة السينما بزيادة دور العرض بمصر ويحافظ بالتالى على المنتج الجيد بعيدا عن منطق التجارية البحتة.
ومن المكاسب المهمة ايضا عرض الأفلام المستقلة والأفلام القصيرة الروائية والتسجيلية من إنتاج وزارة الثقافة قبل عرض الفيلم الروائى وهو مطلب وحلم طالب به كبار السينمائيين والنقاد ولم يتحقق إلا بعد اطلاق مشروع سينما الشعب من بوابة الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة وبجهود مخلصة للفنان تامرعبدالمنعم مدير عام الثقافة السينمائية بالهيئة العامة لقصور الثقافة ومدير قصر السينما بجاردن سيتى الذى لا توقف أنشطته عن الإبداع على مدار العام فى نقطة تحول مهمة تعكس مجهوداته من وقت توليه ادارة هذا القصر سواء فى ولايته الأولى قبل ثورتى مصر وبعدها. وتامر من فصيلة المبدعين اصحاب البصمات والكرامات والإنجازات التى لم تكن خافية عن وزيرة الثقافة د.إيناس عبدالدايم ولهذا تحول تامر عبدالمنعم إلى ايقونة ثقافية وداخل منظومة الإبداع فى هذه الوزارة المهمة.
ومن أهداف المشروع إلى جانب دعم صناعة السينما وتعظيم دورها التنويرى للارتقاء فى المجتمع، وتحقيق مبدأ العدالة الثقافية، وفتح آفاق جديدة للاستثمار الفنى أمام الأعمال السينمائية من مختلف دول العالم.
ولمن لايعرف فان جذور المشروع المهم والقومى تدين لتامر عبد المنعم نفسه حيث سبق له أن قدمه للوزير فاروق حسنى بصفته مدير قصر السينما آنذاك فى عام2010 . ولكن احداث يناير 2011 هى التى اوقفته وكان المشروع يرتكز على 7 دور عرض وافق عليها الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة فى ذلك الوقت أما مشروع سينما الشعب الحالى فهو أشمل واهم وسيضم 40 دار عرض قابلة للزيادة بعد النجاح الكبير الذى حققه فى موسم عيد الفطر.
«أنّ مشروع (سينما الشعب) سيعمل على زيادة دور العرض السينمائية، فنحن لا نملك حالياً، سوى 320 دار عرض فى مصر، وهو عدد محدود للغاية، مقارنة بعدد السكان، وسيعمل مشرع سينما الشعب، مع التوسع المخطط له، على زيادة عدد الدور» وبالتالى أحداث نقلة كبيرة فى صناعة السينما خصوصا بعد الترحيب الواسع من السينمائيين أنفسهم على مستوى الانتاج والتوزيع.
مشروع سينما الشعب الذى يقدم مختارات من ابداعات نجوم الشعب يحقق هدفا كبيرا فى دعم السينما الحقيقية ونواة لتقديم اعمال تليق بتاريخ السينما المصرية واستعادة هذه الصناعة مرة أخرى لتكون مصدرا للدخل القومى وطرف اساسى فى معركة الوعى التى تتبناها الدولة فى الجمهورية الجديدة والمشاركة الفعالة للقوة الناعمة فيها مع القيادة المصرية . وينسجم هذا المشروع مع مبادرة ومشروع «السينما بين يدك» فى محافظات مصر ويدخل ضمن منظومة متكاملة برعاية وزيرة الثقافة المبدعة لأحداث نهضة ثقافية كبرى واكتشاف المواهب من أرضنا الطيبة التى لاتكف عن تقديم المواهب بصرف النظر عن الأعمار ليتأكد أن مصر هبة النيل والمبدعين أيضا.
**
أما أجمل اللقطات التى رسمهما تامر عبد المنعم مدير الثقافة السينمائية والمشرف على مشروعى ابدأ حلمك.. السينما بين يدك وسينما الشعب ولاقت إصداء رائعة صباح أمس الاثنين هى ترحيب قصر السينما الذى يديره بإنتاج فيلم تسجيلى عن الفنان الراحل العملاق احمد حلاوة وتحقيق حلم ابنته التى طلبت فى صفحتها بفيس بوك بمناسبة عيد ميلاد والدها تناشد زملائه بتقديم ذكرياته ومواقفه معهم ومااكثرها لعمل هدية له عبارة عن فيلم قصير عنه.. أنها لقطة جميلة تتسق مع إبداعات ورسالة وزارة الثقافة وقياداتها فى رعاية وتكريم اولياء مصر المبدعين.