تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس اتصالًا هاتفيًا، عبر تقنية الفيديو كونفرانس من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى، بأن المستشارة الألمانية أعربت عن تقديرها لمسيرة التعاون المتنامى والمثمرة مع مصر تحت قيادة الرئيس خلال السنوات الماضية، مؤكدةً اعتزاز بلادها بما يربطها بمصر من روابط ممتدة وعلاقات وثيقة، وحرصها على استمرار ألمانيا فى تعزيز تلك العلاقات ودعم الجهود التنموية المصرية مستقبلًا كمنهج ثابت للسياسة الألمانية، وكذلك فيما يتعلق بالتنسيق الوثيق مع مصر فى ضوء الثقل السياسى البارز التى تتمتع به على الصعيد الإقليمى عربيًا وإفريقيًا ومتوسطيًا، وما لذلك من انعكاسات إيجابية على التعاون المشترك بين البلدين الصديقين. من جانبه؛ أكد الرئيس للمستشارة الألمانية على تقدير مصر للإسهام الكبير الذى قامت به منذ توليها قيادة الحكومة الألمانية فى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومنحها قوة الدفع المطلوبة، معربًا عن صادق التمنيات لها بالتوفيق عقب انتهاء فترة ولايتها فى المستشارية الالمانية، والتطلع لاستمرار المستوى المتميز للتعاون القائم بين مصر وألمانيا مع الحكومة الجديدة على كافة الأصعدة، امتدادًا لما تتسم به العلاقات التقليدية بين البلدين الصديقين. وقد شهد الاتصال التباحث حول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائى المختلفة بين البلدين فى جميع المجالات، خاصةً ما يتعلق بالارتقاء بالتبادل التجاري، وتعزيز السياحة الألمانية الوافدة إلى مصر، إلى جانب التعاون فى مجال مكافحة تداعيات جائحة كورونا، وكذا موضوعات التعليم وبناء الشخصية للأجيال الجديدة من الطلاب، فضلًا عن التعاون فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة. كما أشاد الجانبان بتنامى العلاقات الاقتصادية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، وهو ما تجسد فى التعاون الوثيق والشراكة بين مصر مع العديد من الشركات الألمانية العملاقة، والتى شهدت تنفيذ مشروعات ضخمة وغير مسبوقة فى مختلف المجالات، مع التأكيد على أهمية توسيع قاعدة التعاون الاقتصادى لتشمل قطاعات اقتصادية وصناعية أخرى، بما يكفل من جهة استفادة مصر من التجربة الألمانية فى تنمية وتطوير القطاع الصناعى باعتباره المحرك الأساسى للاقتصاد القومى، ويفتح المجال من جهة أخرى أمام الجانب الألمانى للتصدير إلى الدول الإفريقية والعربية، نظرًا لتمتع مصر بمميزات تجارية تفضيلية تجعلها بوابة لنفاذ المنتجات لتلك الأسواق. وأضاف المتحدث الرسمى، أن الاتصال تناول التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً مستجدات الأزمة الليبية، حيث تم التأكيد على ضرورة استمرار التشاور المكثف فى هذا الملف المهم بين البلدين فى الفترة الحالية، آخذًا فى الاعتبار الدور الحيوى لمصر فى إطار العمل على تسوية تلك الأزمة بشكل نهائى، وكذا الدور المقدر الذى اضطلعت به ألمانيا تحت قيادة المستشارة «ميركل» لتنسيق الجهود الدولية فى الملف الليبى، مع التوافق فى هذا الإطار بشأن ضرورة المضى قدمًا فى العملية السياسية فى ليبيا وصولًا إلى إجراء الانتخابات الوطنية فى ديسمبر القادم، فضلًا عن إخراج كافة القوات الأجنبية والإرهابيين الأجانب من الأراضى الليبية. كما تم تبادل وجهات النظر بشأن تطورات القضية الفلسطينية، حيث استعرض الرئيس الجهود المصرية لتثبيت وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وجهود مصر لإعادة إعمار القطاع، بالإضافة إلى التحركات والاتصالات التى تقوم بها مصر على المستوى الثنائى والدولى لإحياء عملية السلام وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية من خلال استئناف مباحثات السلام على أساس المرجعيات الدولية، وهى الجهود التى ثمنتها المستشارة الألمانية، مؤكدةً حرص بلادها على استمرار التشاور وتبادل الرؤى مع مصر فى هذا الخصوص. كما تم أيضًا التباحث بشأن آخر تطورات قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس الموقف المصرى فى هذا الإطار بالتوصل إلى اتفاق قانونى وملزم حول ملء وتشغيل السد، لاسيما فى ضوء ما ورد فى البيان الرئاسى الصادر فى هذا الصدد عن مجلس الأمن الدولى.