رحل عنا عن عمر ناهز 79 عامًا المؤرخ الدكتور قاسم عبده قاسم، وهو مؤرخ ومترجم مولود بالقاهرة فى 26 مايو 1942، وأستاذ متفرغ بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وتخصص فى تاريخ العصور الوسطى. وقد حصل قاسم عبده قاسم، على ماجستير فى تاريخ العصور الوسطى من جامعة القاهرة سنة 1972، ثم على درجة الدكتوراه من قسم التاريخ بجامعة القاهرة سنة 1975، بمرتبة الشرف الأولى، وكان عضوًا بعدد من الجمعيات العريقة، بينها عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، عضو لجنة التاريخ فى المجلس الأعلى للثقافة، عضوية عدد من الجمعيات العلمية فى مجال التاريخ والفولكلور والاجتماع، المشرف العام على «دار عين للدراسات الإنسانية والاجتماعية» منذ سنة 1991. كما حصل المؤرخ الراحل على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1983، وشهادة تقدير للتميز فى الإنتاج الأدبى من جمعية الآداب من مصر، عام 1985، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من مصر، عام 1983، وجائزة الدولة للتفوق فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2000، وجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 2008. وأثرى الدكتور قاسم عبد قاسم، المكتبة العربية، بالعديد من المؤلفات فى مجالى التاريخ والترجمة، تتجاوز ال40 كتابًا، تناولت جميعها التاريخ فى كل المراحل، وأبرزها. - النيل والمجتمع المصرى فى عصر سلاطين المماليك، القاهرة، عام 1987، - ماهية الحروب الصليبية، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، 1990 عدة طبعات فى الكويت «ذات السلاسل» والقاهرة «دار عين» - التاريخ الوسيط: قصة حضارة البداية والنهاية «جزءان»، القاهرة، عامى 1984، 1987. - بين التاريخ والفولكلور، القاهرة، 1993. - حضارة أوروبا العصور الوسطى (مترجم)، القاهرة، عام 1994 - فى تاريخ الأيوبيين والمماليك (عدة طبعات) آخرها عن دار عين للدراسات والبحوث، القاهرة، عام 2010 - عصر سلاطين المماليك التاريخ السياسى والاجتماعى، القاهرة، عام 1998 - أسواق مصر فى عصر سلاطين المماليك، الهيئة العامة لقصور الثقافة 2011 ويقول عنه فى نعيه باحث التراث حسام عبد الظاهر: «رحل المؤرخ الجليل، المفكر الذى هو أكبر من أى تعريف أستاذنا الدكتور قاسم عبده قاسم (26 مايو 1942-26 سبتمبر 2021م).. تغمده الله بواسع مغفرته، وأسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم من إسهامات علمية تفوق الوصف تأليفًا وترجمة، لقد غابت اليوم ورقة مهمة من ورقات شجرة البحث التاريخى فى مصر». وقال الكاتب الصحفى أنور الهوارى فى منشور له عبر فيسبوك: «حزنت جدًا، لسماع نبأ وفاة المؤرخ الجليل، أستاذنا العظيم، مدين لهذا الرجل، بما علمني، وما تعلمته منه، من فصول العلم والأدب والأخلاق والهمة والرجولة والإنسانية والمروءة والشرف، هو مدرسة كبرى فى علمه وأخلاقه وثراء شخصيته، هو - بكل المعايير - من نوابغ هذا البلد، ومن أكابر هذا البلد، ومن عظماء هذا البلد، ومن خير من أنجب هذا البلد، تقبله الله بالرحمة والمثوبة والرضوان والترحاب والإكرام والمغفرة، وأثابه مقامًا كريمًا فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر، وهذا عزاء لكل أسرته وأهله وذويه وتلاميذه وعارفى فضله وقدره فى مشرق العالم ومغربه». وقال الدكتور عماد أبوغازى «ويتوالى رحيل الأحبة، فقدت اليوم صديقًا آخر من أصدقاء العمر، صديقى وأستاذى قاسم عبده قاسم، عرفته من نحو 50 سنة كنت طالبًا فى قسم التاريخ وكان يعد رسالته للدكتوراه، ومن يومها لم تنقطع الصلة، جمعتنا نشاطات عامة فى العمل السياسي، وأنشطة فى الجمعية التاريخية، وتعلمت من كتبه ودراساته المتميزة فى تاريخ المماليك، ومن كتاباته فى مجال التراث الشعبى والأدب، وأعماله المهمة فى الربط بين التاريح والأدب والفلكلور، ومن ترجماته المتعددة، وفى سنة 1995 كان واحدًا من أعضاء لجنة مناقشتى فى رسالتى للدكتوراه، واستمرت العلاقة إلى أسابيع قليلة مضت لما تواصلنا تليفونيًا على أمل لقاء بعد أن تنزاح الكورونا، لكن لم يمهلنا القدر. ده اللى كتبت عنه فى دراسة نشرت مؤخرًا عن الدراسات العربية الحديثة عن عصر المماليك، باعتباره واحدًا من أبرز 3 رواد فى الدراسات المملوكية كل واحد منهم كان رائدا فى جيله، وجمع بينهم إن كل واحد كان تلميذ للى قبله: محمد مصطفى زيادة وسعيد عبد الفتاح عاشور وقاسم عبد قاسم؛ كان نفسى يقراها منشورة: «أما قاسم عبده قاسم الذى يعد الرائد الثالث فى مجال الدراسات المملوكية، ومؤسس مدرسة أكاديمية جديدة فى جامعة الزقازيق منذ سبعينيات القرن الماضي، أصبحت خلال سنوات قليلة المدرسة الأهم فى الدراسات المملوكية فى مصر، فهو من أبرز تلاميذ سعيد عبدالفتاح عاشور، وقد اتجه إلى مواصلة الدراسة فى التاريخ الاجتماعى لعصر المماليك مثل أستاذه، وأضاف بعدًا جديدًا للدراسات التاريخية عن عصر المماليك من خلال ربطه بين التاريخ والأنواع الأدبية، واهتمامه بدراسة التراث الشعبى واعتماده مصدرًا للدراسات التاريخية، وقد نشر قاسم عبده قاسم أكثر من ثمانين بحثًا وخمسة وعشرين كتابًا مؤلفًا منذ عام 1976؛ ومن أهم أعماله دراسته للماجستير، عن النيل فى عصر المماليك، وقد صدرت فى كتاب بعنوان: النيل والمجتمع فى عصر سلاطين المماليك، ودراسته للدكتوراه عن أهل الذمة فى مصر العصور الوسطى، وقد صدرت فى كتاب بنفس العنوان، وقد نشرتا فيما بعد وأعيد طبعهما أكثر من مرة، وقد أصدر فيما بعد دراسة مستقلة عن اليهود فى مصر منذ الفتح العربى حتى الغزو العثماني، كما قدم بحثًا عن أوضاع المسيحيين فى مصر فى عصر سلاطين المماليك. 3037