غداة قرار الجامعة العربية بإرسال قوات عربية ودولية لسوريا، واصل نظام الرئيس السورى بشار الأسد تحديه للعالم وواصل عملياته العسكرية التى تستهدف معاقل المعارضين فى مناطق عدة وسط مخاوف من دخول البلاد فى «حرب شاملة»، قد تتسع لتشمل أطرافاً خارجية. وكثف الجيش السورى أمس من هجماته بالمدفعية الثقيلة على مدينة حمص فى وسط سوريا فى أعقاب ارتكابها لمجزرة بالمدينة أسفرت عن مقتل 43 شخصاً على الأقل. وأفادت الأنباء تعرض حى بابا عمرو بحمص للقصف الاعنف منذ خمسة ايام بمعدل قذيفتين فى الدقيقة، حسبما افاد مدير المرصد السورى لحقوق الانسان رامى عبد الرحمن لوكالة الانباء الفرنسية. واكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية فى مدينة حمص هادى العبد الله ان «القوات السورية تقوم بقصف هو الاعنف من نوعه منذ الايام الماضية لحى بابا عمرو» فى حمص، معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السورى بشار الاسد. وتتعرض حمص (وسط) ثالث اكبر مدن سوريا لقصف متواصل منذ الرابع من فبراير لإخضاع مناطق الاحتجاج فيها وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن حصيلة قتلى أمس الأول برصاص الجيش والأمن السوريين ارتفع إلى 43 قتيلاً، معظمهم فى حمص وإدلب، ومن بينهم 5 أطفال، فيما بثت لجان التنسيق المحلية تسجيلات مصورة تظهر استمرار القصف على حى بابا عمرو فى حمص لليوم التاسع على التوالى. أما فى درعا، فالجيش ينتشر فى كامل الأحياء، حيث يصبح مجرد السير فى الشوارع أكثر من مخاطرة، بينما إدلب تعيش حملة أمنية شديدة مفروضة فى الشوارع وعلى مداخل المدينة، حيث سقط عدد من الجرحى إثر إصابتهم بإطلاق نار عند دوار المحراب، بحسب هيئة الثورة. وفى الأثناء التقى مبعوث صينى مع نبيل العربى الامين العام للجامعة العربية لبحث الوضع فى سوريا مع سعى بكين للحد من الاضرار الدبلوماسية التى نجمت عن استخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بالامم المتحدة بشأن سوريا مما اثار غضبًا غربيًا، وعربيًا وقالت وزارة الخارجية الصينية: إن مبعوثها اجرى مباحثات صريحة ومفيدة للغاية بشأن سوريا. وقال المبعوث الصينى: إن «الصين والدول العربية تربطهما صداقة تقليدية جدا وعلاقة تعاون وتحتفظان باتصالات وثيقة وتنسيق بشأن الشئون السياسية مشيرًا الى ان الهدف من الزيارة للقاهرة شرح موقف وسياسات الصين للجامعة العربية والدول العربية والاستماع لمواقفها. ومن ناحيته اعتذر وزير الخارجية الأردنى الأسبق عبد الإله الخطيب عن مقترح جامعة الدول العربية تعيينه مبعوثا للجامعة إلى سوريا،. وفى الأثناء اتهمت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الحكومة السورية ب«تصعيد العنف» فى عدد من المدن واستخدام المدفعية ضد مدنيين ابرياء.. وفى تطور لاحق أصدر الجيش الإسرائيلى تعليمات جديدة لقواته المتمركزة بالقرب من الحدود السورية توضح خطة العمل فى حالة خروج الوضع الأمنى فى سوريا عن السيطرةوسقوط الاسد ونقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية عن مسئولين عسكريين إسرائيليين قولهم أن قيادة الشمال الإسرائيلى قد غيرت فى نمط عملها على جبهة الجولان للتعامل مع التقلبات غير المتوقعة، حيث عززت تدريبات تلقى الضربات ودوريات مكثفة، وجهزت خطط للوضع الذى يفتح فيه النيران فى الحدود، مشيرة إلى أنه لا يوجد علامات واضحة على إنهيار سيطرة نظام الأسد على المناطق القريبة من إسرائيل إلا أن هناك ظواهر تشير إلى أن قوة ردع النظام السورى يضعف.