بعد سقوط بغداد وانهيار نظام صدام حسين، وفي عام 2003 كتبت مقالاً في جريدة الشارع العربي الإلكترونية برئاسة تحرير الزميل حميد مجاهد بعنوان: «خريف الإكسلانس» وصفت فيه حسني مبارك بأنه زعيم عصابة وسيسقط قريبا وتداس صوره بالنعال، كما فعل كثير من العراقيين بصدام حسين. طال خريف مبارك بعدها حتي اندلعت ثورة يناير 2011 ، التي بدأت باحتجاجات محدودة علي جرائم حبيب العادلي وزير الداخلية الذي تحول تدريجيا من»الحاج حبيب»، إلي السفاح حبيب مبارك ووريثه، وسقط الطاغية الذي هبط علي عرش مصر من السماء كما كان يراه محمد حسنين هيكل، وكان يري نفسه كما صرح في افتتاح مصنع سكر جرجا: «كنت لا أسعي للعمل السياسي ولم أتوقع أن يختارني الرئيس السادات نائبا له، وكنت أحلم بأن أعمل بعد تقاعدي من القوات المسلحة سفيراً في لندن، واستمتع بشوية منجهة لأنها بلد إكسلانسات»، هذا التصريح تسرب بعد افتتاح المصنع بشهور من خلال بعض من حضروا «لحظات الصدق» القليلة التي اعترف فيها مبارك بأنه لم يكن مؤهلاً لرئاسة البلاد، وبالفعل تحول مبارك إلي رئيس بدرجة «إكسلانس»، فنهب وسلب ثروات البلاد وارتمي في حضن الإدارات الأمريكية المتعاقبة وقيادات إسرائيل. وفي عصر 25 يناير 2011، شاهدت بعيني طلائع الثورة، عبرت شارع قصر العيني إلي جاردن سيتي، وجدت عشرات من الشباب النقي كلهم دون العشرين، أرشدتهم إلي الجري في شارع مواز لشارع قصر العيني الذي أغلقته جحافل الأمن المركزي ثم طاردت المتظاهرين في محاولة للقبض عليهم. في اليوم التالي كان الآلاف قد تجمعوا في ميدان التحرير فتم سحل وقتل عدد منهم، من هنا شعرت أن خريف الإكسلانس قد اقترب من نهايته، دارت بيني وبين قيادتين في روزاليوسف مناقشة حامية، تعاطف خلالها أحدهما مع المتظاهرين لأن ابنه طالب الثانوي كان معهم، أما الثاني وهو عضو بلجنة سياسات الحزب الوطني «المنحل»، فقد غضب من انحيازي للمتظاهرين وانتقاد «البطش الأمني بهم» وقال : لم أعرف أنك معارض قوي كده وانصرف! في الأيام التالية قررت الانضمام لمظاهرات التحرير المطالبة بإسقاط نظام مبارك، حتي سقط رأسه في 11 فبراير، بعد أن انحازت القوات المسلحة للثورة فأطاحت بمبارك وبمشروع التوريث، بعدها جرت في نهر الثورة المستمرة دماء كثيرة.