جلست قبل مشاهدة نقل وسائل الإعلام العالمية هذا الحدث الفريد لنقل أجدادنا الفراعين من المتحف المصرى العتيق إلى متحف الحضارات بالفسطاط أقرأ وأطلع على أهم ما كتبه علماء الآثار عن حضارتنا العظيمة.. اكتشفت أن معظم المؤرخين وعلماء الآثار من مختلف الجنسيات قد وقعوا فى غرام الفراعنة أصحاب أول الحضارات الإنسانية منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا. أسرار وطلاسم وعلوم الحضارة المصرية لا تزال قيد البحث والدراسة من المهتمين والباحثين وعلماء التاريخ والآثار فى كل الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية المعنية بتاريخ وعلوم الحضارات القديمة خاصة حضارة الفراعنة العظماء. فكرة وسيناريو عملية نقل المومياوات فى الأساس عبقرية بكل المقاييس ويجب تكريم العقلية العظيمة صاحبة هذا الاقتراح وكل من شاركوا فى هذا العمل العالمى ليخرج إلى الدنيا كلها لكى يعيد إلى الأذهان مرة أخرى أن مصر أم الدنيا وصاحبة أقدم الحضارات التى عرفها التاريخ عبر كل العصور القديمة والحديثة. مصر أثبتت قديمًا أنها أصل التاريخ ومهد التوحيد وصاحبة أعظم الإمبراطوريات فى الشرق القديم.. واليوم يثبت الأبناء والأحفاد لأجدادهم القدماء أنهم على قدر المسئولية رغم مرور آلاف السنين ما زالت القاهرة قادرة على جذب انتباه العالم فى الشرق والغرب بحضارتها وقدرة شعبها على صنع المستحيل عندما يعتلى عرشها من يجيد فن اكتشاف عبقرية وقدرة وإبداع هذا الشعب العظيم مرة أخرى كما كان يفعل ملوك الفراعنة العظام. التاريخ بالأمس يذكر العالم أن هذا الوطن لا يموت ولا يسقط جراء العواصف والشدائد وإنما خلقت مصر لتسود الدنيا إذا ما توفر لها الأرض الخصبة لكى تشق جذورها فى عمق التاريخ وفى قلب الحضارة. بعد العرض العالمى الذى شاهده العالم كله على مدار عدة ساعات عبر الشاشات والفضائيات وكل هذا الإمتاع المصرى لا يستطيع أحد أن ينكر أن مصر تغيرت.. أن مصر فى 2021 غير مصر فى 2011.. أن دولة 30 يونيو حفرت لنفسها مكانًا تحت سقف العالم بالجهد والعمل والعرق والسهر والمثابرة والعزيمة والصبر والتحدى الذى فاق الخيال عندما تريد أن تبنى بلدنا من جديد وتواجه كل صنوف التعجيز وكل ألوان الحروب بدءًا من الإرهاب وانتهاءً بالفقر والمرض والعشوائيات. ما شهده العالم فى احتفالية نقل المومياوات يؤكد للدنيا بكل وضوح أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى انطلقت ولن يستطيع أحد أن يوقفها مرة أخرى.. مصر العظمى تعيد أمجادها من جديد.. هذا العرض الفنى البديع رسالة واضحة للجميع بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا وأن ما صنعه الملوك العظماء.. رمسيس الثانى، ورمسيس الثالث، ورمسيس الرابع، ورمسيس الخامس، ورمسيس السادس، ورمسيس التاسع، وتحتمس الثانى، وتحتمس الأول، وتحتمس الثالث، وتحتمس الرابع، وسقنن رع، وأمنحتب الأول، وأمنحتب الثانى، وأمنحتب الثالث، وسبتاح، ومرنبتاح، وسيتى الأول، وسيتى الثانى، وأربع ملكات هن، حتشبسوت، أحمس نفرتارى، وميريت آمون، والملكة تى، قدموا للحضارة المصرية الكثير، هؤلاء العظماء قدمت لهم مصر وحفيدهم الرئيس عبدالفتاح السيسى وبمشاركة أبناء الوطن الأوفياء فى جميع المجالات مساء السبت 3 أبريل 2021 ما يستحقون من التكريم والتقدير خلال حفل أسطورى أثناء نقلهم من المتحف المصرى إلى متحف الحضارة بالفسطاط وفى موكب جنائزى مهيب ومشهد فنى يظل فى أذهان الكثيرين خلال هذا القرن من الزمان.. احذروا مصر لأنها قادرة على صنع المستحيل.. هل وصلت الرسالة؟.. تحيا مصر.